أوصى حكيمٌ ابنه قائلاً: أي بني ، اعلم أن الإنسان معرضٌ للخطأ، صغيراً كان أم كبيراً، عالماً أم جاهلاً، وهذا الخطأ قد يُؤْذي غيره ؛ ما يُؤَذَّي إلى سوء العاقبة ، وانفصام عرى المودة بين الناس؛ لذا حثنا الإسلام على تحري الصواب في أقوالنا وأفعالنا، وحذرنا من ارتكاب ما يوقعنا في مواطن الحرج. ولأن الإنسان خَطّاءٌ بطبعه؛ فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم :"كل ابن آدم خطَاءٌ، وخير الخطائين التوابين ". وهو الذي أمر أبا ذر الغفاري أن يعتذر لبلال بن رباح حين عيره بأمه قائلا: يا بن السوداء، فما كان من أبي ذر إلا أن وضع خده على الثرى طالباً من بلالٍ أن يطأه بقدمه ؛ عسى أن يكفر بذلك عن زلته. الابن وكيف يكون الاعتذار الأب يعرب المخطئ عن ندمه على خطئه ويطلب إلى من أخطأ بحقه أن يسامحه وذبلك تبش الوجوه وتصفو النفوس وتلين القلوب ويعود الحق إلى صاحبه ويصبح الاعتذار عن الخطأ سلوكاً عفوياً