وقد علل التفتازاني تقديمه مباحث الخبر على مباحث الطلب بقوله : (( وإنما ابتدأ بأبحاث الخبر لكونه أعظم شأناً وأعم فائدة ؛ فبعد أن عرف علم المعاني بقوله : (( هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال )) (٢) سار في دراسته على خطة السكاكي مع اختلاف يسير، فحصر مباحثه في ثمانية أبواب هي : أحوال الإسناد الخبري وأحوال المسند إليه وأحوال المسند وأحوال متعلقات الفعل والقصر والإنشاء والفصل والوصل والإيجاز والإطناب والمساواة. وبالموازنة بين منهجه ومنهج السكاكي نلاحظ أنه حوّل قانوني علم المعاني عند صاحب المفتاح: الخبر بفنونه الأربعة والطلب إلى ثمانية أبواب كلها داخلة في طريقة الحصر، فبينما نجد السكاكي يُعنى به عناية كبيرة - على الرغم من أنه نثرها في بعض أبواب المعاني - إذا بالخطيب يجمع بعض صوره في أحوال الإسناد الخبري وأحوال المسند إليه مغفلاً بعض وجوهه الأخرى. والمنهج الذي سيطر وهيمن على البحث البلاغي في العصور المتأخرة وامتد إلى العصر الحديث. هل ارتضاه المعاصرون واستحسنوه وسلموا به،