احتاج تلخيص للمعلومات التالية حول القصة الجزائرية : الفصل الأول في القصة الجزائرية يقول القاص الجزائري ( محمد أمين الزاوي ) في مقابلة أجراها معه الأديب عبد الرحمن سلامة (1) : (( القصة منشور على وجه الجرح العربي ، فأنا أقرأ قصتي على دفتر العرق بين طوب وحجر العزم التي تتمتع بها الطبقة العاملة . ولعل أول من علمني هذه القراءة هو ( أبي ) لأنه أسم في قائمة المطحونين الذين يبنون سعادتهم من عجينة العرق والصبر )) . إذا عدنا إلى كتاب ( القصة القصيرة في الأدب الجزائري الحديث ) (۲) فإن المؤلف الناقد والقاص الدكتور ( عبد الله الركيبي يبين لنا إن نشأة القصة القصيرة في الجزائر قد تأخرت عن نشأتها في البلدان العربية ، ومن هؤلاء الذين إشتهروا في تلك الفترة (( محمد السعيد الزاهري )) و (( محمد العابد الجلالي )) و (( عبد المجيد الشافعي )) و (( أحمد رضا حوحو )) وكان الطابع الاجتماعي يغلب على نتاج هؤلاء ، وهذا ما جعله يقول (٥) : ( ليس من المبالغة بأن الفقيد محمد بن العابد الجلالي يعد من الرواد القلائل في مضمار القصة القصيرة فمنذ سنة ١٩٣٥ أخذ ينشر قصصاً طريفة في مجلة ( الشهاب ( بامضاء رشيد، وذلك في حوادث ( ماي - أيار ( التي ذهب ضحيتها أكثر من خمسة وأربعين ألفا من الشهداء في ( قالمة ) و ( سطيف ) و ( خراطة ) . وأمام هذه المجازر لم يعد الأديب الجزائري يقف عند تصوير الفقر والوضع الاجتماعي فقط ، وإنما أصبحت الثورة تفرض نفسها على كتاباتهولذا كانت الشخصية في القصة القصيرة تعكس إرادة الإنسان الثائر المتطلع نحو الحرية والإستقلال ، إن القصة الجزائرية ما زالت إلى الآن تنهل من فكر الثورة الجزائرية عدا بعض القصص التي جاوزت مرحلة الثورة إلى البناء والتحولات الاجتماعية. وبرزت في هذه الفترة أسماء كثيرة عاشت الأحداث وعبرت عنها ، وعلى الخصوص أبطال ) يوم الجلاء ) و ( زواج عصري) و ( الرجلان والدب الأبيض ) و ( الإندماج وزوجة أوربية ) وهدفه من ذلك أن ينبه الشعب الجزائري حتى يثور على الظلم والاستعمار ) . فقد كان ثائراً إجتماعياً قبل كل شيء وقد قال الأديب محمد أمين الزاوي في مقالة له (۴) : ( كتب رضا حوحو إلى أحد مراسليه يوماً قائلاً : كن صبوراً يا بني واكره الأغنياء بكل ما يحمل قلبك من قوى لأنهم يستحقون ( وله مجموعة ( صاحبة الوحي وقصص أخرى ( نشرت عام ١٩٥٤ ومجموعة بشرية ) نشرت ۱۹۵۵ هذا عدا رواية ( غادة أم القرى ( ١٩٤٧ وكتاب (حمار الحكيم ١٩٥٣ ، وهذا دليل على أن القصة القصيرة لم يكن لها دور كما كان للشعر من المجموعات القصصية التي صدرت مجموعتان لـ ( محمد صالح الصديق ( هما ( عميروش وقصص أخرى ) ۱٩٦٤ و ( من قلب اللهيب ) ١٩٦٤ وصدرت مجموعة ( دقت الساعة ( ١٩٦٨ للباهي فضلاء ، ولعثمان السعدي ( تحت الجسر المعلق ) هذا عدا عن الأسماء الكثيرة التي نشرت قصصاً متفرقة لمتطبع في مجموعة منها ( ابن خوجة ) و ( حنفي بن عيسى ) و (محمد تغدوين ) و ( صلاح دراجي ) و ( أبو القاسم سعد الله ) و ( حمادية عمار ) و ( عبد الرحمن الغريب ) و ( محمد فيصلي ) و علي الغيلالي) . والقصة في هذه الفترة بلورت كثيراً من القضايا الإجتماعية والقومية ويمكننا القول إنها أخذت تضع نفسها في الإطار الواقعي ، أو السرد الروائي أحياناً لكنها فيما بعد إستطاعت أن تقف في صف الواقعية ، وله ايضاً رواية بعنوان ( طيور في الظهيرة ) كما صدرت للشريف الأدرع مجموعة ( ما قبل البعد ) والخلاص الجيلالي مجموعة ( أصداء ) ولعلاوة بوجادي مجموعة ( في مواجهة النافذة الكبيرة ) (١٠) ولفاسي مصطفى ( الأضواء والفئران) (۱۱) ، والمحمد دحو مجموعة ( عندما ينقشع الغيم ) (١٢) وللحبيب السايح مجموعة ( القرار ) (۱۳) ولمحمد الأخضر عبد القادر السائحي مجموعة ( أمدغ ) (١٤) . والبطولات التي قام بها الثوار الجزائريون تعطي القاص أو الروائي منهلا خصباً ، وتجعلنا نشم رائحة البارود في جبال أوراس ونسمع أزيز الرصاص المنطلق من حي (( القصبة )) بالجزائر العاصمة .