ومن بنزرت اتجه الى حلق الوادي ودخل تونس حيث استولى على قصبتها بعد قرار السلطان الحسن الحفصي الذي اتجه الى دواخل البلاد بحثا عن سند لدى المجموعات القبلية. تبدو المواقف متباينة من فئة إلى أخرى، يفيدنا بأن خير الدين نفى من تونس العالم ماغوش بينما أعطى امتيازات لعائلة عظوم مما يشير الى أن مواقف العلماء كانت بدورها متباينة. وفي حديثه عن أهالي باب سويقة بشير الى تأرجح مواقفهم بين القبول والرفض ونفس الظاهرة نلاحظها في مواقف الأهالي من السلطان الحفصي المعزول، حيث سرعان ما انقلب موقف التضامن والمساندة الى موقف رفض وفرار بعد أن حذرهم خير الدين المنتصر. هناك مصادر أخرى تركز على القطيعة بين الأتراك والأهالي، وإذا كان الاحتراز يفرض نفسه أمام خطاب رسمي سعدي معاد للأتراك، فإن أبحاثا جديدة تركز على واقع التوتر وحتى التصادم بين المجتمع المحلي برموزه من جهة والأتراك الأوائل من جهة أخرى، فتشير سيرة الولي أبي الغيث القشاش الى أن الأتراك هدموا مسجده في تونس، كما تشير سيرة العلامة محمد بن أبي شنب الى أن الأتراك عذبوا وقتلوه.