الرسم في عصر النهضة أظهرت الرسوم التي كانت سائدة في الفترة التي سبقت عصر النهضة الموضوعات الدينية علاقة بالقصص والأساطير التي تدعو إلي اعتناق الديانة المسيحية وتبرز المآثر و المعجزات والخوارق التي يقوم بها القديسيون والأنبياء ، كما تظهر تفاصيل حياة السيد المسيح و مريم العذراء وبصورة عامة كانت جميع الصور تخضع لتوجيهات الكنسية ورجال الدين والتمسك بتعاليمهم من ناحية إظهار الأشكال وضعياتها و حركتها وملابسها بل وحتي التعبيرات التي تظهر علي وجوها وألوانها وبذلك كانت جميع الصور عبارة عن أشكال مستسخة في موضوعاتها. تميز عصر النهضة بالفعالية والخصب وسرعة انتشار القضايا الجديدة ، فقد كان من الطبيعي أن يواكب الرسم تلك المرحلة، ولما كانت فلورنسا محطاً للفنانين وذوي الفكر منذ أواخر القرون الوسطي . فقد ظهر أسلوب جديد في الرسم علي يد مجموعة كبيرة من المبدعين في مجال الرسم كانت الواقعية شعارهم دون التقيد لأغلال الكنسية والتعاليم الدينية والوصول إلى مرحلة التحرر . أشهر رسامي الفترة المبكرة لعصر النهضة جيوتو دي بوندوني Giotto Di Bondone (‏ (1266-1337 يعد أبو الرسم الحديث يعود له الفضل في تزدهار الرسم في عصر النهضة نتيجة الابتكارات التي قدمها فهو أول من فتح الطريق أمام الاهتمام بدراسة السطح والعمق في اللوحة ، كما يعد المهيد لأسلوب الواقعية وبعد أسلوبه الحد الفاصل بين التقاليد البيزنطية القديمة وتقاليد عصر النهضة الحديثة ، و أنهي فترة تسيطر عليها تصوير المقدسات فقط وبدأ فترة جديدة تهتم بالإنسانيات . ومن أشهر أعماله ( لوحة العذراء ) بث فيها روح وحركة واستعاض عن النزعة الرمزية بالواقعية الإنسانية وجمع بين حسن الرواية وقوة التأليف وكمال الأداء . وهو أول من أبدع ظهور المشاهد الخلفية في اللوحة والتي تربط الشخوص بمجالات عملهم و مسرح نشاطهم كما في لوحة ( القديس فرنسيس يتخلي عن ممتلكاته نشأ جيوتو راعيا فقيراً اعتاد الرسم والحفر فوق الصخور والاحجار المسطحة وتعلم كيف يتأمل الطبيعة عن قرب قبل أن يرسم ، وقد صور فضائل الفقر و الزهد ، وبعد جيوتو حلقة وصل بين العصور الوسطي وعصر النهضة . ومن أشهر أعماله التي رسمها علي جدران مصلي (أرينا ) صور تمثل ( الظلم ) و ( البخل ) و ( الإيمان) . فقد مثل الظلم بصورة رجل قوي البنية يمسك بيده اليسري مقبض سيف و اليمني يمسك رمحاً ذا خطاف ، أما البخل فقد مثله بشكل عجوز إذنها كالبوق ويطل ثعبان من فمها وتقبض بيدها اليسري على كيس نقود ، أما الإيمان فهو بصورة أمراة تقبض علي الصليب بيد وعلي ورقة ملفوفة باليد الأخري . رسامي البندقية في القرن الخامس عشر البندقية مدينة فريدة من نوعها تقوم فيها الخلجان مقام الشوارع والجندول مكان العربة ويحرم صيد الحمام فيها فيهبط من فوق قبة كنيستها الشانخة يلتقط الحب في أرض الميدان آمناً مطمئناً ولكونها تتمتع بالرخاء فقد ابتعد أبناؤها عن التعصب الديني وأكدوا حبهم للحياة وإقبالهم علي الاستمتاع بمباهجها ، مما طبع صورها الدينية والطبيعية بالروعة والجمال.