قصة حادثة يُسمَع صوتُه رغم ضوضاء شارع الجيش الصاخب، كان في الستين أو نحوها، طويل القامة نحيلها وروّي الجبهة والعينين. وقد أفصح مظهره عن إهمال صريح نتيجة للسن أو الطبع أو نسيان للذات، علي ذلك كان يتمتع بحيوية مرحة وتلتمع عيناه بنشاط وابتهاج. مرق من المنفذ ليعبر الشارع إلي ضفته الأخري، وما كاد يجاوِز مُقدمة اللوري الأخير حتي شعر بسيارة فورد تندفع نحوه بسرعة فائقة. وقال أحد الشهود فيما بعد إنه كان عليه أن يتراجع بسرعة وإنه لو فعل ذلك لنجا رغم سرعة السيارة، ولكنه لسبب ما لعلُه المفاجئة أو سوء التقدير وثب إلي الأمام وهو يهتف "ياساتر يارب" وجرت الحوادث متلاحقة. ندّت عن الرجل صرخة كالعواء وفي ذات الوقت انطلقت صرخات الفزع من المارة الواقفين علي التوار، وفوق إفريز محطة الترام صدر عن فرملة الفورد صوت محشرج متشنج ممزق وهي تزحف علي الأرض بعجلات متوقفة جامدة وهرع نحو الضحية في ثوان عشرات وعشرات كأسراب الحمام، وكان منكفئا علي وجهه ولا يجرؤ أحد علي لمسه وإحدي رجليه ممدودة إلي آخرها والأخري منثنية منحسرة البنطلون عن ساق نحيلة غزيرة الشعر، وكأن الأمر لا يعنيه البتة. أندفع هو من أمام اللوري فجأة، وبسرعة وبدون أن ينظر إلي يساره كما يجب"، "كل ساعة حادثة من هذا النوع" نفذ منها وهو يصيح في الناس أن يبتعدوا خطوات. خطوات فقط وعينهم لا تتحول عن الرجل ولا تخفي حِدة تطلعها وإشفاقها وقال إنسان:"سيبقي هكذا حتي يموت ونحن لا نفعل شيئا" فأجابه الشرطي بلهجة رادعة "أقل لمسة قد تقتله، وبوليس النجدة والإسعاف في الطريق اليه" واعترض الحادث جانب الطريق واضطرت السيارات إلي الإلتفاف حول السور البشري مشاركة الترام في ممشاة. فضاق بها حتي تحركت في بطء شديد وتجمعت في صفوف ممتدة ومتداخلة وهي تصرخ وتعوي بلا فائدة، ومن ركابها تطلعت أعين إلي الضحية في اهتمام وأعين تجنبت النظر في جذع. وجاء بوليس النجدة وراء صفارته الحلزونية فاتسعت الحلقة وغادرت القوة السيارة إلي الرجل الملقي وكان الضابط حاسما وحازما، وتفحص الرجل بنظرة شاملة وسأل الشرطي:"ألم تحضر الإسعاف ؟" وتسائل مرة أخري:"هل من شهود؟" وأعادوا علي مسمع الضابط ما حدث منذ ما كان الرجل المجهول يتكلم في التليفون. وجاءت سيارة الإسعاف وأحاط رجالها بالرجل، وتفحصه رئيسهم بعناية وحذر وهو يجلس القرفصاء، وأدرك الضابط ما يعنيه ذلك علي حين استطرد رجل الإسعاف قائلا:"أعتقد أن الحالة خطيرة جدا". وعندما أُرقِد الرجل بحجرة الفحص في مستشفي الدمرداش، تهدد القلب مباشرة" "عملية!" فهز رأسه قائلا: "إنه يحتضر!" فالتفت المدير نحو مساعده وهو يقول انتهي. عدا فردة الحذاء المفقودة، فقال الضابط وهو يوميء إلي الفقيد:"وشهادة الشهود ليست في صالحه"، ودس الضابط يده برفق في جيب الجاكتة الداخلي فاستخرج حافظة نقود قديمة متوسطة الحجم ومضي يفتشها جيبا جيبا، روشتة للدكتور فوزي سليمان"، مجلد صغير من الصور القرانية، ولما لم يجد شيئا اخر في الحافظة قال بضيق:"لا توجد بطاقة تحقيق شخصية "، ساعة يد، نظر أول ما نظر علي الإمضاء ولكنه لم يزد عن "أخوك عبد الله"، اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة"، ذلك الذي تحقق له أكبر أمل في الحياة وتسائل الطبيب عثرت علي شيء؟ فانتبه إلي نفسه وابتسم ابتسامة إستهانة ليدل علي اعتياده أي شيء وقال "اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة" بذلك بدأت الرسالة وعاد إلي القراءة متجنبا النظر إلي عيني الطبيب، انزاحت جميعا والحمد لله، وكلما ذكرت الماضي بمتاعبه وكدحه وشقاءه أحمد الله المنان، الذي يثير الدهشة بصمته و انعزاله وارتداده العميق إلي المجهول، النص الأصلي كان يتكلم في تليفون الدُكان بصوت مُرتفع، وجعل يميل بنصفه الأعلي داخل الدُكّان ليبتعد ما أمكن عن الضوضاء، وأعاد السماعة إلي مكانها ونقد البائع ثمن المكالمة واستدار فوق التوار متجها نحو الطريق. كان في الستين أو نحوها، مُكَّور الذقن وأما صلعته فلم يبقي فوق مرآتها إلا جذور شعر أبيض مثل منابت شعر ذقنه، وقد أفصح مظهره عن إهمال صريح نتيجة للسن أو الطبع أو نسيان للذات، وبدا أنه ينظر إلي الداخل لا إلي الطريق ثم مال يُمنة بمحاذاة صف من اللوريّات الواقفة نسق التوار حتي وجد منفذا إلي الشارع، مرق من المنفذ ليعبر الشارع إلي ضفته الأخري، وما كاد يجاوِز مُقدمة اللوري الأخير حتي شعر بسيارة فورد تندفع نحوه بسرعة فائقة. وقال أحد الشهود فيما بعد إنه كان عليه أن يتراجع بسرعة وإنه لو فعل ذلك لنجا رغم سرعة السيارة، ندّت عن الرجل صرخة كالعواء وفي ذات الوقت انطلقت صرخات الفزع من المارة الواقفين علي التوار، ولم ينبض جسم الرجل بحركة واحدة، وكان منكفئا علي وجهه ولا يجرؤ أحد علي لمسه وإحدي رجليه ممدودة إلي آخرها والأخري منثنية منحسرة البنطلون عن ساق نحيلة غزيرة الشعر، وتغشّاه صمت بخلاف كل شيء حوله، وألصق سائق الفورد ظهره بالسيارة من باب الحيطة وراح يخاطب مجموعة من الحفاة أحدقت به علي سبيل المراقبة: "لا ذنب لي، أندفع هو من أمام اللوري فجأة، وبسرعة وبدون أن ينظر إلي يساره كما يجب"، لا يوجد دم؟" "كل ساعة حادثة من هذا النوع" وجاء شرطي مسرعا وفتح له وقع قدميه ثغرة في السور الآدمي، نفذ منها وهو يصيح في الناس أن يبتعدوا خطوات. خطوات فقط وعينهم لا تتحول عن الرجل ولا تخفي حِدة تطلعها وإشفاقها وقال إنسان:"سيبقي هكذا حتي يموت ونحن لا نفعل شيئا" فأجابه الشرطي بلهجة رادعة "أقل لمسة قد تقتله، وبوليس النجدة والإسعاف في الطريق اليه" واعترض الحادث جانب الطريق واضطرت السيارات إلي الإلتفاف حول السور البشري مشاركة الترام في ممشاة. فضاق بها حتي تحركت في بطء شديد وتجمعت في صفوف ممتدة ومتداخلة وهي تصرخ وتعوي بلا فائدة، وجاء بوليس النجدة وراء صفارته الحلزونية فاتسعت الحلقة وغادرت القوة السيارة إلي الرجل الملقي وكان الضابط حاسما وحازما، وتفحص الرجل بنظرة شاملة وسأل الشرطي:"ألم تحضر الإسعاف ؟" وتسائل مرة أخري:"هل من شهود؟" فتقدم ماسح أحذية وسائق لوري وصبي كبابجي كان عائدا بصينية فارغة، وأعادوا علي مسمع الضابط ما حدث منذ ما كان الرجل المجهول يتكلم في التليفون. ثم نهض متوجها إلي الضابط فبادره هذا قائلا: "أظن يجب نقله إلي الإسعاف"، وأدرك الضابط ما يعنيه ذلك علي حين استطرد رجل الإسعاف قائلا:"أعتقد أن الحالة خطيرة جدا". وعندما أُرقِد الرجل بحجرة الفحص في مستشفي الدمرداش، فحصه مدير القسم بنفسه، وكان الطبيبان يراقبانه، وجاء ضابط النقطة والراجل ما يزال راقدا بكامل ملابسه، فقال الضابط وهو يوميء إلي الفقيد:"وشهادة الشهود ليست في صالحه"، وشرع في عمله علي حين بسط له الشاويش المرافق له ورقة فوق منضدة، وتأهب بدوره لتسجيل المحضر، ويملي علي الشاويش:"خمسة وأربعون قرشا من العملة الورقية، "البيض والدهنيات ممنوع، ويستحسن تجنب المنبهات كالشاي والقهوة والشيكولاته" وابتسم الظابط ابتسامة باطنية، وانتقل إلي الجيب الداخلي وما لبث أن قال في فتور:"ثلاثة قروش ونصف عملة معدنية" وتوالي التفتيش وتتابع الإملاء، سلسة مفاتيح، نظر أول ما نظر علي الإمضاء ولكنه لم يزد عن "أخوك عبد الله"، اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة"، أضطر إلي التوقف رافعا عينيه إلي تاريخ الرسالة وكان تاريخ اليوم نفسه ٢٠ فبراير، الجامد كتمثال، "فقد انزاحت عن صدري الأعباء المريرة، وكلما ذكرت الماضي بمتاعبه وكدحه وشقاءه أحمد الله المنان، واسترق النظر مرة أخري إلي الإنسان الراحل الذي لايدري أحد مقره، الذي يثير الدهشة بصمته و انعزاله وارتداده العميق إلي المجهول، قرّ رأيي علي ترك الخدمة فعلا، وحسبت الحسبة فوجدتني أخدم في الحكومة بثلاثة جنيهات، هي الفرق بين المرتب والمعاش، وليس في الإمكان خير مما كان" وغالبا ما يجيء أهله في الوقت المناسب، تحميل التلخيص سعت الدراسة إلى استكشاف الموضوعات الإعلامية ومصادر المعلومات التي ذكرتها وسائل الإعلام لتغطيتها قصص . قطعتي: قطّعني ا. قطعتي: قطّعني الشوق ووجدت شيئًا غريبًا. مفهوم التفكير ب. مفهوم التفكير بالرغم من أن جميع العلماء يتفقون على أن التفكير من أهم عوامل نشوء الحضارات، Background Glob. Background Globally, في الثانوية بفا.