النسق يعد مفهوم النسق من بين المفاهيم التي استعانت بها لسانيات دوسوسير في تحقيق القطيعه مع التصورات السابقه لطبيعه العلامه وعلاقاتها بالفكر والعالم ولقد بدا هذا المفهوم يتبلور في فكر دوسوسير السيميائياتي انطلاقا من النقود التي وجهها الى سابقيه ومعاصره من لساني القرن التاسع عشر لاسيما الى تصورهم الالسن البشرية مدونات من المفردات ويعد تصور اللسان مدونة من مفردات تحيل الى عالم خارجي من بين التصورات التي ورثتها اللسانيات الحديثه عن ارسطو وقواعد بور رويال ولا تزال تتداولها بعض نظرياتها على الرغم من النقود الصريحه التي وجهه لها دسوسير وكثير من اللغويين المحدثين من بعده من مثل مارتني ويمسليف وغيرهما وهو تصور يجعل من اللسان قائمه من الكلمات تقابل مجموعه من الاشياء ليس الا فيحجب حقيقه اللسان بوصفه نسقا من العالم من العلامات وطبيعه هذه الاخيره الاعتباطيه وليس يعنينا في هذا المقام ما ال اليه مفهوم النسقي في ادبيات لسانيات القرن العشرين وما ورثته النظريات اللسانياتية من تصورات سيميائياتية نهالتها من كتاب المحاضرات في اللسانيات العامه المنسوب لدو سوسير بقدر ما يعنينا تصور دوسوسير الاصيل كما هو مبثوث في كتاباته الاصلية ولعل اقدم هذه النصوص مذكراته في النسق الاصلي في الالسن الهنديه الاوروبيه التي نشرت اول الامر سنه 1878 وكان عمره لا يتعدى انذاك 21 سنه وهي النتاج العلمي الذي اهله بجداره ضمن المجتمع العلمي لمدينة ليبزغ الالمانية ولان كان الهدف الذي رامه دوسوسير في مذكرته هذه هو دراسه مختلف الصيغ "formes"التي برز فيها ما كان يسمى ب a الهندي الاوروبي فان مفهوم النسق هو الذي كان يحدد مسار تطور الفكر فيها على حسب ما بينه في مقدمتها قائلا ان الموضوع الرئيسي لهذا الكتيب هو دراسة المتعدده التي يتجلى من خلالها ما يسمى بالهندي اما سائر الصوائت الأخرى اننا لا ننظر فيها الا اذا دعتنا الظواهر المتصلة ب a الى ذلك فاذا ما فرغنا من رسم معالم الحقل اللساني وبدالنا جدول التصويت الهندي الاوروبي وقد تحول رويدا رويدا وانتظما حول الصوت a واذا ما اردنا ان نتخذ موقفا ايزاؤه فانما يعنينا في المقام الاول هو نسق الصوائت بكامله والذي هو الذي يجب ان يشار اليه منذ الصفحه الاولى. لقد حجب كتاب المحاضرات في اللسانيات العامه المنسوبي الى دوسوسير ردحا من الزمن كتاباته السابقه وهي مجموع من مقالاته التي قدمها الى جمعية باريس اللسانيات ومذكراته ودكتوراه وهي على الرغم من جمعها ونشرها سنه 1921 الا انها توارت عن اهتمام الباحثين على الرغم من انها تمثل احسن تمثيل الفكره السوسيري الاصيل ونواته الاولى لاسيما المذكره في النسق الاصلي في الألسن الهندية الاوروبية تختزن في نظري العديد من المهتمين بالفكري السوسيري بعض الملامح العلميه مثل النزعة نحو التجريد والشمولية. ونريد قبل ان ناتي الى شيء من التفصيل في مفهوم النسق عند دوسوسير من خلال استعراض بعض المواطن منها ان نشير بشيء من الايجاز الى ما اصبح يعرف بمدونه وهي التي يراد بها مجموع الاعمال التي حملت اسمه سواء ما كتبه بخط يده او ما أملاه ولقد رتب فرانسوا راسيتي هذه المدونة الى مراتب مختلفة اما المرتبه الاولى من النصوص فهي تلك التي كتبها دسوسير بخط يديه واليها تنتمي النصوص التي نشرت إبان حياته وتلك التي نشرت من طرف رودلف انغلر تلك التي نشرت مؤخرا من قبل سيمون بوكي ورودلف انغلر ضمن كتاب كتابات في اللسانيات العامه سنه 2002 وتنتمي الى هذه المرتبه النصوص السوسيريه المخطوطه المودعه بمكتبتي جامعتي جنيف وهارفارد.