زحف هدارة قبيل الفجر خارجا من مأواه من بين جناحي ماكو ، وذهب ليطمئن على السكين وقطعة القماش حيث كان يخبئهما خلف حجر، أمسك السكين ومررها على ذراعه ثم أطلق صرخة مدوية أيقظت ماكو من نومها فرأت الجرح والسكين ، فأخذت السكين ورمتها بعيدا . تذكر هدارة كلام العنزة البارحة وسأل ماكو : ما هو الإنسان يا أمي ؟ أجابته لست أدري وراحت تأكل طعامها . بعد سقوط المطر في الأيام الماضية نبت كثير من البطيخ فراح هدارة وملأ قطعة القماش التي كانت معه بالبطيخ ووضعها أمام سرب النعام . قرر هدارة أن يذهب لفترة طويلة للبحث عن البطيخ وأخبر ماكو بذلك فوافقت . صعد أعلاه فوجد مجموعة من المغارات المظلمة دخل إحداها فوجد رسومات لحيوانات وآدميين ، وكانت الرسومات باللون الأحمر . كان هناك طبعات أيد ملونة مرسومة على جدار كامل بأحجام مختلفة ، فوضع يده على إحداها فتطابقت يده معها تماما ، عندها أحس كأن دفئا عجيبا تدفق من اليد الحمراء نحوه ، وقف مسحورا فترة طويلة فيما كانت يده تلامس الطبعة الحمراء لتلك اليد الغريبة .