الطفل والمطر كان كمال طفلًا يحب الشمس والعصافير ، ويحب الغيوم والاشجار . فالشمس تضيء الارض ، والعصافير تطير وتغرّد ، والغيوم تمنح المطر ، جاء الشتاء ، وغيومه المثقلة بالمطر . ومحتاج لمطرك . اذا لم اشرب كثيرًا من مطرك . وقال العصفور : سيغسل مطرك ريشي ويجعلني مرحًا أغرّد أجمل الأغنيات . وقالت الأشجار العارية الأغصان : مطرك وحده سيعيد إليّ أوراقي الخضراء . وقال الفقراء : سنجوع إذا لم يهطل المطر . وقال كمال للغيوم : فليهطل مطرك فوق حقل أبي فقط . لم تلبّ الغيوم طلب كمال ، فهطل مطرها فوق جميع الحقول . لم يفرح . هرع إلى أمّه غاضبًا وقال لها : كنت دائمًا أحبّ الغيوم . لكنّني منذ اليوم سأمتنع عن حبّ الغيوم ومطرها . ولم تنفّذ طلبي . قالت الأمّ بلهجة حنون : " أنت مخطئ يا بنيّ. فالمطر ليس ملكًا لإنسان واحد أو حقل واحد . ويهب خيراته للجميع . قال كمال : " لن أحبّ الغيوم والمطر . بعد أيام قليلة ، هبّت ريح قويّة فأُرغمت الغيوم على الرحيل بعيدًا . حزن التّراب وحزنت الأشجار ، وحزن الورد وحزن العصفور فكفّ عن التغريد والوثب من شجرة إلى شجرة . جاع كمال ، فقال لأمّه : " أنا جائع " . فقالت الأم : " نحن فقراء ، والارض لم تطعم من خيراتها لأنّ المطر لم يهطل . قال كمال : " وما العمل ؟ " فقالت الأمّ : " ستظلّ جائعًا حتى تعود الغيوم الى سمائنا ، ويهطل المطر ". في تلك اللحظة ، تذكّر كمال غضبه على الغيوم والمطر ،