ذات مرة أخذته أمه لتشتري له ملابس جديدة فأصر على أن يشتري بثمنها كتباً، لا يكاد يصدق شيئاً حتى يجربه بنفسه إن استطاع إلى التجربة سبيلاً، ورغم قصر المدة إلا أنها كانت كافية كما يقول أديسون، فاعتزم أن يجري بنفسه جميع التجارب التي جاء ذكرها ووصفها في هذا الكتاب، ثم عادت وقبلت بعد إلحاحه وإصراره، ومضت أيام قبل أن تتحول هذه الحجرة إلى ما يشبه المعمل، واشترى بما كان يدخره من مال بعض المواد الضرورية لإجراء تجاربه من صيدلية البلدة، وألصق على كل زجاجة منها بطاقة كتب عليها كلمة (سم) بخط واضح، وبعد عام حل بالأسرة فقر لم يكن متوقعاً، وشعر أديسون بحاجته إلى العمل لأنه في حاجة إلى المال، كما أستطيع في الوقت نفسه أن أطالع كل ما فيها من غير مقابل، وفي أثناء وقت الفراغ من العمل في مدينة ديتروا أستطيع أن أقرأ الكتب كلها في المكتبة المجانية، قد يظل أديسون خارج البيت إلى وقت متأخر من الليل،