تقوم فكرة الفلسفة الواقعية على أن مصدر كل الحقائق هو هذا العالم فلا تستقى الحقائق من الحدس والإلهام ، وإنما تأتي من هذا العالم الذي نعيش فيه ( عالم الواقع ) أي عالم التجربة والخبرات اليومية .وقد عرفت هذه الفلسفة منذ أرسطو ، ولكنها تطورت على يد ( جون لوك ) الانجليزي الذي أسهم في إثراء الاتجاه الذي يطلق عليه ( الواقعية العلمية ) والذي كان يعتقد ان الإنسان يولد بدون أفكار سابقة ، وأن عقله يكون صفحة بيضاء ، تخط عليه التجربة كل ما تصل إليه من معرفة ، لان كل الحقائق والمعارف موجودة في العالم الطبيعي ويصل إليها الإنسان العلمي ، لهذا فان العملية التربوية تتم في أي وقت عن طريق الاستجابة المرسومة للمثيرات المحدودة ، فيستجيب الطلبة لذلك المثير ، ومن أبرز الأفكار التي تؤمن بها هذه الفلسفة ان المجتمع يسير وفق قوانين طبيعية عامة وشاملة على الإنسان ان يطيعها كي يسير المجتمع سيرا طبيعيا ناجحا ، وأن مهمة التنشئة الاجتماعية دمج الأفراد في المجتمع .تؤمن هذه الفلسفة بمكافأة الاستجابات الصحيحة للمتعلمين وتعزيزها ، كما تؤمن بالعقاب لتعديل سلوك المخالفين ، ولا ننسى أهمية الإرشاد الذي يجب أن يقوم به مرشد خبير .ان هدف التربية عند هذه الفلسفة هو ان التربية تهدف إلى مساعدة الفرد ليتكيف مع بيئته لا ليشكلها ، ولكي يتم التفاعل الفعال بين الإنسان وبيئته ، فان عليه ان يفهم العالم الذي يعيش فيه ، وهذا الفهم والمعرفة بالعالم محصورة بحدود العالم الخارجي ، وهذه المعرفة من الممكن اكتشافها وتلقينها للصغار بطريقة منظمة في المدارس كما ان الهدف الأساسي للتربية الواقعية هو تعليم القوانين الطبيعية والخلقية التي تم التوصل إليها .