تمهيد لماذا الحديث عن موضوع حجية الشقة؟ فإن من أكثر الأسئلة التي نوقشت فيها خلال العام الماضي سؤال: (هل صار الإلحاد يشكل ظاهرة في مجتمعاتنا الإسلامية؟)، وكنتُ ـ ولا زلتُ . عند تقديم الجواب على نقل تفكير السائل واهتمامه من دائرة مصطلح (الإلحاد) الضيقة، إلى دائرة أكثر اتساعاً؛ لتعين على تصور شامل للمشكلة ، وعلى فهم منهجي لها، مما يقود إلى دراسة أكثر انضباطاً وواقعية لتقدير حجمها وانتشارها . أخرص فالإلحاد الصريح ليس إلا نتيجة لتراكمات من الشبهات والشكوك والمواقف التي لم يكن عند المتأثر بها من اليقين ما يدفع به أثرها المضاد للإيمان، ولا من المنهج المعرفي والنقدي ما يضعها به موضعها الذي لا ينبغي أن تتجاوزه وتتعداه، ولا من المعرفة التفصيلية بالشريعة ما يرد بها تفاصيل ما اشتبه عليه، فمادت به هذه الإشكالات والشبهات في دائرة الحيرة والاضطراب زمناً، ثم ألقته في مهاوي الإنكار والجحود للنبوة والوجود الإلهي . وبيقين يؤوب إليه عند الاضطراب،