العربيةQ وا/ناهج التدريسية على ما يراه البعض صـالحـا مـن الأعـمـالQ أو ورKا تجدر الإشارة هنا إلى أن عددا كبيرا من الرحالة الأوروبيT قد الكتاب-لإدراك الجوانب ا/همة من نتائج تلك الرحلاتQ كالكشف عن آثـار كانت مجهولة لدى العرب أنفسهمQ من تاريخ ذلك الجزء من بلادهمQ فبرزت وأيا كانت دوافع الرحالةQ ا/علنة منهـا والخـفـيـةQ فـقـد اتـصـف أغـلـبـيـة مشاهداتهم بأمانة وصدقQ كما حرص معظمهم على التفرقة بT ا/شاهدة والرواية عند تسجيل معلوماتهم. با/عنى الحديثQ الأمر الذي يجعلنا نعالج هذا ا/وضوع في الفصل الثانـي بالنظر في أعمال بعض الـرحـالـة-الـقـدامـى مـنـهـم والمحـدثـT-بـاعـتـبـارهـم إثنوجرافيT وإن كانوا غير متخصصT أو مدربT أساسـا هـذا الـنـوع مـن إن بعض الرحالة الذين نتناول أعمالـهـم فـي مثلاQ أو وصف حضارة غير إسلامية كما جاء في دراسة البيروني للثقافة إننا نرى في هذه الأعمالQ وما قدمت من مادة ثريةQ دليـلا بـارزا على قيمة رحلاتهم في تزويدهم مباشرة با/علومات ا/ستمدة من ا/لاحظة ا/باشرةQ وا/عاينة الشخصية عن الأحوال السياسة والاجتماعية والثقافية للبلدان التي زاروها أو أقاموا فيهاQ وعن طبائع أهلها ومعالم حـضـارتـهـمQ هذا ولا يقتصر الأمر على كون هؤلاء الرحالة إثنوجرافيQT وإJا نجدهم- أو نجد بعضهم على الأقل-قد برزوا أيضا كأدباءQ وأن مـادة رحـلاتـهـم قـد «أدب الرحلات» للإشارة إلى كتابات الرحالة ا/سلمT وغيرهم التي يصفون فيها البلدان والأقوامQ والتي يذكرون فيها أيضا أحداث تجوالهمQ و دوافـع رحلاتهمQ وما قد يصاحب ذلك من بلورة لانطباعات شخصيةQ أو إصـدار أعمال الرحالة وبلوغه حدا كبيرا من الدقةQ علاوة على عـمـلـيـة الأسـلـوب القصصيQ السلسQ وا/شرقQ أدخلت أدبيات الرحلات ضمـن فـنـون الأدب العربيQ وأصبحت قراءة أدب الرحلات متـعـة ذهـنـيـة كـبـرى. القائم بذاته كفن القصةQ أو الشعرQ أو ا/سرحيةQ أو ا/قالة الأدبية مثلاQ إلا أنه في أدب الرحلات تجتمع أساليب هذه الفنون وموضوعاتها كلها دون أن ٣) تضبطه معاييرهاQ أو أن يخضع /قاييسها. ومع أننا نركز في هذا الكتاب على التحليل الإثنوجرافي لكتابات الرحالةQ فإننا نرى أن نشير في هذا التمهيد إلى أن مادة الرحلة كثـيـرا مـا تحـتـوي على العناصر الأدبية جنبا إلى جنب مع ا/علومات الإثنوجرافية. لعديدةQ ولنكتف هنا بالإشارة إلى دراسة عثمان موافي الـذي تـنـاول فـيـهـا رحلة ابن جبيرQ ورأى أن هذا الرحالة قد نقل لنا صورا حية وصادقة عن وتقاليدهمQ ونظمهم الاجتماعيةQ وأحوالهم النفسيةQ وذلك في القرن السادس الإسلاميQ وهي فترة الجهاد ا/قدس ضد الصليبيT بقيادة القائد صلاح نصار في دراسته للرحلة نفسها-أن ابن جبير كـان يـعـنـى فـي وصـف ا/ـدن والحصونQ وا/ساجدQ وا/دارسQ والحماماتQ وا /ياهQ والأسواقQ وا/ارستانانQ هـذاQ وإن لـم يـصـف ابـن جبير كل مدينة وفق هذه العناصر إلا أنه تعرض لبعضها تارة وأهمل البعض ومن وجهة النظر الإثنوجرافية فإنها في مجملها تشكل إطـارا (٥) دقيقا لوصف ا/دن والبلدان وا/نهجQ وإJا برز أيضا العنصر الأدبي متمثلا فـي جـمـال الـلـفـظ وحـسـن التعبير على النحو الذي ورد مثلا في وصفه مدينة دمشق: «جنة ا/شرقQ ومطلع حسنه ا/ؤنق ا/شرقQ وهـي خـا2ـة بـلاد الإسـلام التي استقريناهاQ وعروس ا/دن التي اجتليناهاQ قد تحلت بأزاهير الرياحQT ا/كQT وتزينت في منصتها أجـمـل تـزيـQT وتـشـرفـت بـأن آوى الـلـه تـعـالـى ا/سيح وأمهQ صلى الله عليهماQ إلى ربوة فيها ذات قرار ومعQT ظل ظليلQ وماء سلسبيلQ تنساب مذ انبه انسياب الأراقم بكل سبيـلQ وريـاض يـحـيـي هيد ا بحث الأول عنها: إن كانت الجنة في الأرض فدمشق لا شك فيهاQ وإن كانت في السماء (٦) فهي بحيث أسامتها و تحاذيها» نحن نرى في الرحلة نوعـا مـن الحـركـةQ وهـي أيـضـا مـخـالـطـة لـلـنـاس ولرصد بعض جوانب حياة الناس اليوميـة فـي مـجـتـمـع مـعـT خـلال فـتـرة تثقيفا للإنسانQو إثراء لفكره وتأملاته عن نفسه وعن الآخرين. إن الرحلة ومـع ذلك فإن كتابات الرحالةQ أيا كانت توجهاتهم الفردية ونزعاتهم الشخصيةQ تصور إلى حد كبير بعض ملامح حضارة العـصـر الـذي عـاشـوا فـيـهQ كـمـا رحلات السندباد البحري السبع التي وردت في حكايات ألف ليلة وليلة. الأزهر في عصر محمد علي باشاQ» أن السفر مرآة الأعاجيبQ وقسطاس ونجده يستطرد القول في تعليقـه عـلـى كـتـاب رفـاعـة رافـع (٨) التجـارب»