انتصار المماليك على المغول في عين جالوت : بعد أن استولى المغول على دمشق توغلوا في جنوب الشام فاستولوا على نابلس وقتلوا جميع من تصدى لهم من حاميتها، ثم تقدموا نحو غزة دون أى مقاومة واستسلمت لهم حامية عجلون ولم يبق أمامهم سوى مدن قليلة من بلاد الشام الجنوبية قبل أن يجتاحوا الحدود المصرية. وعلى هذا النحو استطاع المغول في أمد وجيز اخضاع بلاد الشام تحت سيطرتهم، وأنه لن تستطيع قبوة على البسيطة أن تقف أمامهم. فقد وصلت اليه أنباء بوفاة أخية الأكبر منكوخان في الصين سنة ٦٥٥ ، وتنازع أخويه الآخرين قويبلاى خان وأريقيغا على العرش . ومن حقه أن ينافس أخويه في اعتلاء عرش المغول ، الا أنه عدل عن ذلك بعد أن تحقق له فتح بلاد فارس والعراق والشام، ولهذا عمل على حضور مجلس القوريلتاي ليؤكد تأييده لقوبيلاي خانا أعظما ٢٥٩ ويبدو أيضا أن هؤلاكو كان قد اكتفى بفتح ما فتحه من بلاد ، ولكن الحاج هيئوء ملك أرمينية الصغرى ، وكان قد تحالف مع هولاكو لاستخلاص الشام وتحرير بيت المقدس من ايدى المسلمين، فقد هاجم أحد بارونات عكا ويعرف باسم جلبان الصيداوى دورية مغولية قتل فيها ابن أخى كتبغا ، وكان هولاكو قد أرسل اليه قبل أن يرحل الى فارس في سنة ٦٥٨ هـ حملة القبارصة على الاسكندرية في ٧٦٧هـ وآثارها واتفق عهده مع فترة من الضعف والانحلال كانت تجتازها مصر عقب وفاة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون وتولية عدد كبير من أولاده وأحفاده العرش ، وقام النزاع بين هؤلاء الأمراء من أجل الاستئثار بالسلطة، فلما تولى بطرس دی لوزنيان حكم قبرص في الفترة من ١٣٥٠ - ١٣٦٩ عمل على استغلال حالة الضعف التي آلت اليها السلطنة المملوكية ، وقدرات وامكانيات وغيرة أدبية ومادية ، فقام برحلة طويلة استغرقت ثلاث سنوات الى دول غرب أوروبا لاقناع ملوكها وأولى الأمر فيها بضرورة مساعدته ، ورحل منها الى افنيون حيث قابل الباب أوربان وطاف بعد ذلك بعدد من الامارات والدول مثل فلاندر و نورمندی و بریتاني وانجلترا، ويسيرها الى رودس ، ثم مر بطرس بالبندقية، واقتنع بطرس بنصيحته، لايهام المماليك بنيته في مهاجمة الشام لاسترجاع بيت المقدس ، مصر منشآت المماليك البحرية كتب المؤرخون كثيرا عن حكم المماليك وصفاتهم، رفعت من قدراتهم - فقد تخلفت من عصر المماليك آثار نايمة وتحف نفيسة تؤكد كلها أقوال المؤرخين من أن هؤلاء القوم . وليس أدل على ذلك من آثارهم المعمارية التي امتلأ ، بها القاهرة، مظاهر سلطانه. ولعل الفن الاسلامي في . والشام لم يبلغ في أي عصر من العصور ١٠ بلغه في عصر المحليه ، وخاصة في القاهرة التي أصبحت في ٣٤٧