نشأ صلاح الدين نشأة قياديّة مُتميِّزة، وتعرَّض للعديد من التوجيهات العسكريّة والإسلاميّة، فقد أصبح فقيهاً وراوياً للحديث، إضافة إلى أنّه كان جديراً بالإمارة، كما عُرِف بالهمّة العالية، كما لم تكن الدنيا ضمن همومه قطّ، وكان يأخذ بالأسباب في جميع أموره. فلم يكن من أمر صلاح الدين الأيوبيّ أنّه حَكَم بناءً على التهمة أو الظن فقط، كما اتَّبع حُكْم الشريعة في حُكْمه وإمارته، حيث كان يجلس في كل اثنين وخميس من كلّ أسبوع، وكان يحضرُ مجلسَه العديد من الفقهاء، دون أيّ وجه تفرقة بينهم، وحكمته ساد العَدْل في البلاد، وقلَّ عدد المُفسِدين فيها، ١] والجدير بالذكر أنّ صلاح الدين كان حريصاً على طلب العِلم، ولم يلهِه الجهاد في سبيل الله عن استمراريّة طَلَبه للعِلم، ومن الأمثلة على اهتمامه بطَلَب العِلم، أنّه كان يحثُّ الجنود على قراءة صحيح البخاري أثناء تجهيزهم لمعركة حطّين.