ولد عبد الحميد بن باديس في 05ديسمبر 1889 بقسنطينة من عائلة ميسورة الحال تعود أصولها إلى بني زيري التي ينتمي إليها مؤسس مدينة الجزائر بولكين بن منّاد ، تلقى تعليمه الأول بمدينة قسنطينة على يد الشيخ حمدان لونيسي و حفظ القرآن الكريم في صغره . وبه تتلمذ على يد الشيخ الطاهر بن عاشور ، ومن تونس رحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج و استقر بالمدينة المنورة أين التقى معلمه الأول حمدان لونيسي و هناك واصل تلقي العلم حتى حاز درجة العالم ، و في طريق عودته إلى الجزائر عرّج على القاهرة و بها تتلمذ على يد الشيخ رشيد رضا . لقي عبد الحميد بن باديس في كنف والديه ما يلقاه عادة أول الأبناء في الأسرة الكريمة فقدمه والده إلى الشيخ "محمد المداسي"وأخذ هدا الشيخ يلقن تلميذه ابن باديس سور القرآن الكريم حتى أتم حفظه و إتقانه وكانت والدته كذلك"زهيرة بنت علي بن جلول " من عائلة ذات علم وفقه. لان قسنطينة أنداك كانت قطبا للاصالة ومهدا لحركات التحرر. وفي 1903 بدأ عبد الحميد مرحلة جديدة في التعليم على يد الشيخ الونيسي فاخذ عنه مبادئ العلوم العربية والدينية ورباه أحسن تربية. وكان والده خير مشجع له في طلب العلم والمعرفة ووجد هذا الوالد بدوره في ابنه من الفضائل والأخلاق ما بعثت فيه الأمل بأن يتفاءل ببقاء واستمرار مجد البيت الباديسي وكان دائما يقول لابنه "يا عبد الحميد أنا أكفيك أمر الدنيا، كن الولد الصالح الذي ألقى به وجه الله" ولما بلغ 15 عاما زوجه والده وأنجبت زوجته مولودا أطلق عليه اسم محمد عبده إسماعيل. في عام 1908كان سفره إلى تونس ليتم دراسته في جامع الزيتونة وتتلمذ على يد "محمد النخلي القيرواني"و "محمدا لطاهر بن عاشور" ر"والشيخ الخضر بن حسين". ونال شهادة جامعية في العلوم والقراءات عام 1912بعد سنوات قضاها في الجهد والعناء المستمر والاجتهاد اللامنقطع, وأعظم ذكرى بقيت راسخة في دهن شيخنا العظيم هي التقائه بشيخه" الونيسي" في الحجاز وكذلك تعرفه على "محمد البشير الابراهيمي " نشاطه في الإصلاح الديني والاجتماعي تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إبراهيم بيوض , مواقفه العظيمة : في اليوم 16 افريل 1940توقف قلب عالمنا عن الخفقان وغادر عظيمنا هدا الكون دون عودة تاركا وراءه وطنا طالما أحبه واخلص إليه.