قرَّر مالك بن عوف أن يأخذ معه النساء والأطفال والبعير إلى الحرب؛ حتى يُبقي المقاتلين في حالة ثباتٍ ويقاتلوا عن أنفسهم وأموالهم ونسائهم، فقام مالك بن عوف بإرسال ثلاثة رسل؛ فعادوا إليه وقد ملأ قلوبهم الخوف والوجل من عظمة ما رأوا، وقالوا له: "رأينا رجالا بيضًا على خيل بلق، ما تقاتل أهل الأرض إنما تقاتل أهل السماء، فغضب مالك وحبس الرّسل الثلاثة، وبقي على رأيه مصمّماً على الحرب، في السنة الثامنة من هجرة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد هزيمة المُشركين في مكة المكرَّمة وفتحها بأيامٍ قلائل، وقد كان عدد المُشركين آنذاك يتراوح ما بين عشرين إلى ثلاثين ألفاً، وخرج كل من جاء مع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لفتح مكة المكرّمة،