فرعت العلوم الإنسانية كلها نحو تاسیس موضوعها وتحديد منهجها في الدراسة والبحث وقد حظيت التربية بدورها بنصيب وافر من هذا التأثير حيث هرع الدارسون في حقلها إلى محاولة تأسيس علم لها ينصب بالدارسة الموضوعية على مختلف ظواهرها وقضاياها، وهكذا بدأت تتاكد القناعة لدى المختصين حول أن خصوبة الظاهرة التربوية وتشعب أطرافها أوسع بكثير من أن يستطيع علم واحد حصرها، ومن ثم السيطرة عليها وكانت النتيجة الحتمية هي العمل على تجاوز علم التربية بالمفرد واستبداله بمصطلح جديد يحتضن كل الحقول المعرفية التي تتصدى بالاهتمام المجموع أبعاد الظاهرة التربوية، وليس من قبيل الصدفة أن تعرف هذه العلوم في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا في معظم الجامعات والمعاهد العلمية،