شهدت فلسطين تغيرات هامة في بنيتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، المدن الداخلية ذات الأهمية الدينية حافظت على مكانتها نظراً لوظائفها الدينية، المدن الواقعة على طرق التجارة البرية بين الشام ومصر حافظت على أهميتها طالما كانت طرق القوافل نشطة وآمنة، مما أدى إلى تراجع أهمية الدول المطلة على المتوسط لصالح الدول المطلة على المحيطات، خاصة في القرون الثلاثة الأولى من الحكم العثماني، ويسلط الضوء على تغيرات البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خلال تلك الفترة، ويشير إلى أهمية مواقعها ووظائفها المتنوعة، كما يتطرق الكتاب إلى أهمية المدن الداخلية ذات البعد الديني، وكيف حافظت على دورها الديني بفضل وظائفها الدينية المتعلقة بالتعليم والدين، ويلقي الكتاب الضوء على تأثير تحولات التجارة البحرية وتغير الاهتمام من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيطات على المدن الساحلية في فلسطين، ويشير إلى كيفية تأثر هذه المدن بفقدان أهميتها الاقتصادية نتيجة تلك التغيرات، وكيف بدأت تجارة فلسطين تنشط مجددًا فقط عندما بدأت البورجوازية التجارية الفرنسية في العمل على إعادة تنشيط التجارة في المنطقة. كما يُسلط الضوء هذا الفصل على تأثيرات التحولات السياسية والاقتصادية على مختلف المدن والقرى في فلسطين، مما أدى إلى تغيرات في دورها وأهميتها على مر الزمن، ويُظهر الكتاب كيف أدت تطورات في التجارة والعلاقات الخارجية إلى تحول في مواقع النفوذ والثروة في البلاد، حيث جاء الحديث عن العوامل الثقافية والدينية التي شكلت هوية فلسطين وتأثرت بالسياق العثماني. يقدم الكتاب تحليلاً عميقًا لكيفية تأثير الحكم العثماني على البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع الفلسطيني،