ثروة لبنان جمال وموقع وتربة وشعب. أما الجمال الذي أحسه كل فنان وتغنّى به غير شاعر فكامِنٌ في صدر وديانه الدافئ وعروق أرزه التي لا يزيدها الهرم إلا شبابا، ومتفجِّر عند منحنى كل شلال تتغنى به السواقي في موكب من خضرة ونور. أما التربة فتجود فيها زراعة الحبوب في السّهل وزراعة كل شجرة مثمرة في الجلالي المتدرجة بين الجبل والساحل جنائن معلقة تجعل الأسطورة واقعا عطرا. على نزوحه بأعداد كبيرة نحو المدن، ذاك لبنان من فجر التاريخ إلى اليوم كما كوّنته العناصر وتوارثته الأجيال، كلاهما من لبنان وللبنان . هذا ما يجب أن يعيه كلاهما وعيا متزايدا.