اسرائيل في حرب مياه مستمرة مع العرب في كل قدم تحتله من الارض. وهي لا تعطي هذه التصاريح الا لمواطنين يهود. والامر العسكري الاسرائيلي ينص على تحريم حفر اي بئر وعلى ان ملكية جميع مصادر المياه هي لاسرائيل وحدها. ونهر الليطاني في الجنوب اللبناني. واسرائيل تحتل هضبة الجولان لتؤمن حصتها من مجرى الاردن وانهار بانياس والحاصباني ولتتحكم في بحيرة طبرية. ودجلة والفرات مصادر المياه لسوريا والعراق يتحكم فيها سد أتاتورك في تركيا. وتركيا هي الحليف القديم والوفي لاسرائيل الى الوصول الى مياه نهر النيل عبر سيناء. والحلقة المحكمة لحصار مصادر المياه تضيق اكثر فأكثر. وتخطط اسرائيل للتحكم في منابع النيل عن طريق السيطرة على منطقة البحيرات الكبرى واثارة الحروب والفتن الطائفية والعنصرية بين نصارى الجنوب ومسلمي الشمال في السودان المنكوب بالتآمر من كل بلاد الجوار الافريقي. وعلاقات اسرائيل بالحبشة واريتريا وتسليحها للاثنين وامدادهما بالمعدات العسكرية. وبوابة البحر الاحمر ودول القرن الافريقي وجزر البحر الاحمر محطات استراتيجية تقع تحت رقابة واطماع العين الاسرائيلية طول الوقت. ولا عجب في ان يكون كل رؤساء اسرائيل من العسكر فهي في حالة عسكرة تامة لكل شيىء. واسرائيل رغم كل هذا ورغم هذه الخلفية التآمرية ورغم اطماعها المعلنة في الكنيست والمكتوبة في برواز (من النيل الى الفرات يا اسرائيل) تمد ايديها في تبجح لتطلب التطبيع. ؟؟ كيف يمكن التطبيع مع هذا الحجم من الحصار العدواني في اللقمة وفي شربة الماء وفي الجو وفي البحر وفي اسلحة الدمار الشامل التي تريد ان تنفرد بها فلا يشاركها فيها جنس عربي. وهي امور لا تشجع على اي تطبيع. وخبرات اسرائيل الزراعية في تبوير الارض وفي البذور الفاسدة وفي الهندسة الوراثية المشبوهة والتي اصبحت شاغل العالم كله. وهي تسمى مصر في توراتها . وكل مايرتفع على ارض مصر من آثار واهرامات ومعابد تدعى انها هي التي بنته بأيديها. وهي تعيش في هذا الوهم الازلي بأنها الوارث الحقيقي لكل ما على ارضنا. وكيف يمكن التفاهم مع هذه الهستيريا التاريخية. واسرائيل تخفي كل هذا في باطنها ولا تظهره وتملك وجها آخر دبلوماسيا تتعامل به في الاحاديث واللقاءات الرسمية. ولكنها لا تنسى هذا الماضي ابدا ومشكلة هؤلاء الناس انهم يمضغون احقادهم ولا ينسون هل نسيت اسرائيل الهولوكوست؟! ابدا انها لا تنساه ولن تنساه. ومازالت تطاردنا به في افلامها واحلامها وكوابيسها التي لا تنتهي. وهي لن تنسى ارض العبودية وما فعله الفرعون بها ولكنها نسيت ما فعلت من قبل بأرض هذا الفرعون. ولتقف اسرائيل هذه المرة وفي يدها الحليف الامريكي المارد الذي يحكم الكون. لن يستطيع احد ان يمنع المقدور. وهو جنون مسلح بالقنابل الذرية والصواريخ النووية ويتمتع بالغطاء الامريكي والتخاذل الاوروبي والضعف العربي والتفكك الشرق اوسطي والغيبوبة السياسية في اسيا وافريقيا وضباب التخلف الذي يجثم على الامة العربية في هذا الزمان المشؤوم ان كل الظروف مواتية ووعد التوراه يوشك ان يتحقق والحلم يوشك ان يصبح حقيقة كل هذه الافكار تراود اسرائيل ولكنها لا تعلنها وربما انكرتها في الظاهر وربما بادر بتسخيفها دهاقنة الصهيونية واتهموا من يفكر فيها بالجنون. وهي ضمن الحسابات الخفية في اليد التي تمتد الينا بالتطبيع. وهو لن يكون تطبيعا بالمعنى البريء ابدا. انه الشيء الوحيد الذي رد هذا الطماع النهم الى جحره. والخوف هو الذي جعله يختار اسلحة الرمي من بعيد. واسلحة الابادة والدمار الشامل التي لا تبقي لعدوه باقية. ولا يوجد امام العرب اختيار فضعفهم وتخاذلهم انقسامهم وتشرذمهم سوف يطغيه وسوف يجعل منهم لقمة سائغة تغري بالاكل. ولا تمييع للأخطار الحقيقية القائمة بالتهديد المستمر بأسلحة الدمار الشامل والترويع بالحليف الامريكي القادر على كل شيء. وانما وحدة صلبة وعمل دؤوب لرأب الصف والى استعادة ايران بالكامل الي الجماعة العربية والى الاسرة الاسلامية. وتنمية قوانا الاقتصادية والعسكرية والسياسية من خلال تحالفات صديقة عبر العالم كله من ايران الى الصين. ان القوة وحدها هي التي سوف تمنع الحرب. ولا تطبيع وعلى حدودنا ترسانة من اسلحة الدمار الشامل فسلام الرعب لا يصنع سلاما والجبناء وحدهم هم الذين يقبلون سلام الرعب والقوة والضعف احوال تجري على الامم كما تجري على الاجسام. هو نتيجة لسكرة الغرور التي أثارتها قوة الحارس الامريكي وشعورها بأنها امتلكت رقابنا وامتلكت اقدارنا فمعها مارد لا يرد له أمر. ولكننا نعيش في عالم متغير لا يدوم فيه حال. وفوق الاحوال هناك مغير الاحوال ولا يملك كل منا الا فسحة عمره.