تَعْتَزُّ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَآثِرِ أَجْدَادِهَا، وَتَعْرِضُهَا أَمَامَ اَلزُّوَّارِ مِنْ أَبْنَائِهَا وَمِنَ اَلْأَجَانِبِ عَنْهَا، ليشاهدوا فِيهَا صُوَرًا لِحَيَاةِ أَجْدَادِهِمْ، وَ رُمُوزًا لِمَجْدِهِمْ وَحَضَارَتِهِمْ. مَلِيئٌ بِآثَارِ عِزِّهِ وَعَظَمَتِهِ. يَشْهَدُ بِازْدِهَارِ حَضَارَةِ أَبْنَائِهِ، وَيَدُلُّ عَلَى مَبْلَغِ رُقِيِّهِمْ وَتَقَدُّمِهِمْ. وَمِنْ بَيْنِ تِلْكَ اَلْآثَارِ مَدِينَةُ وَلِيلِي الَّتِي تَقَعُ قُرْبَ زَرْهُونَ؛ وَهِيَ مَدِينَةٌ قَدِيمَةٌ أُنْشِئَتْ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَلم يبق مِنْهَا الْآنَ إِلَّا بَعْضُ اَلْآثَارِ الدَّالَّةِ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ أَيَّامَ عِمَارَتِهَا مِنْ تَقَدُّمٍ وَازْدِهَارٍ.