شهد القرن التاسع عشر تطوراً هاماً في علم اللغة التاريخي والمقارن، بدءاً باكتشاف اللغة السنسكريتية في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، والذي أعلن عنه ويليام جونز، مما حفز الدراسات المقارنة للغات، وخصوصاً الهندوأوروبية. تأثر هذا التطور بالمنهج الاستقرائي التجريبي في العلوم، وبالرومانسية الألمانية. برزت أعمال ف. بوب ورسكوس راسك كخطوات مهمة في تأسيس علم اللغة المقارن، من خلال دراسة متوازية للغات كالسنسكريتية واليونانية واللاتينية وغيرها. ثم ظهرت مدرسة النحاة الجدد في ألمانيا، مع اعتماد منهج تاريخي مقارني باستخدام الاستقراء والتجريب، ليتوج هذا المسار بأبحاث أنطوان ميه الذي نقل الدراسات من لسانيات مقارنة إلى لسانيات تاريخية.