ما سلف من الاتجاهات والمذاهب الفكرية لا شك أن لها وجوداً كبيراً في البلدان الإسلامية، ومنهم من يدعو لتلك الضلالات ومعلوم ما تشتمل عليه تلك الاتجاهات والمذاهب من مبادئ في حقيقتها كفر بالله وبما جاء عنه من الشرع المطهر، فهل يصح إطلاق الكفر على كل من انتسب لذلك الفكر سواء أعلن ذلك أم لم يعلنه؟ وهل يجوز تصنيف الناس لمجرد رأي أبداه أو فكرة طرحها؟ الجواب على ذلك في أمور: أولاً: مسألة تكفير المعين من المسائل الخطيرة التي لا يجوز للمرء أن يتكلم فيها إلا عن علم وبصيرة ووفق ضوابط وقيود لا بد من مراعاتها، كما سبق الحديث عن ذلك في النقطة السابقة، وفي مبحث المفاهيم المنحرفة في الإيمان والكفر، ثانياً: قد يطرح البعض آراء أو أفكاراً توافق بعض ما لدى العلمانيين أو الليبراليين أو غيرهم من رؤى وأفكار فلا يعني هذا أنه ينتسب إليهم، بل الصحيح الواجب على المسلم ألا يتعجل في مثل هذه الأمور، ولا يجوز له بحال من الأحوال أن يشتغل بتصنيف الناس على الظن والهوى حتى لو كان بناء على دافع عقدي في حسبانه (1)،