لقد كان موقف الإسلام من الديانتين السماويتين اليهودية والمسيحية موقف المتسامح القائم على الاحترام وترك الحرية التامة لكل ذي دين أن يبقى على معتقده ، فالمصادرة والاضطهاد صفتان من شأنهما أن تحملا كل إنسان على التعصب لوجهة نظره ، إذ كان شعار الإسلام 《 لا إكراه في الدين 》 البقرة – آ – 256 . فلم يمض إلا قرن من الزمان حتى دخل في دين الإسلام مسيحيون ويهود ومشركون وغيرهم من أرباب المعتقدات الأخرى ، وقد سرت هذه الروح في الأمة الإسلامية طيلة تاريخها ، فكان المجتمع الإسلامي يغص بأصحاب الطوائف الدينية الذين عاشوا مع المسلمين لهم ما لهم ، وهكذا استطاع الإسلام أن ينزع من قلوب معتنقيه كل تعصب ضد أتباع الملل الأخرى ، وراض المسلمين على احترام عقائد الآخرين والتعاون معهم على قدم المساواة حتى جنحوا إلى المسالمة ،