في جبال " بابور الشاهدة على مقاومة أسطورية الجنود التحرير، التقلت بعد الاستقلال لالة مسعودة أو نانا - كما اعتاد الصغار على مناداتها - رفقة حفيدها محمد، إلى المكان الذي استشهد فيه ابنها . قبلت تراب الجبل وأطلقت زفرة طويلة وهي تقول : ( رحم الله الشهداء . لم تبك نانا وخبر استشهاده يدق الباب ذات زمن، لقد اكتفت بإرسال زغرودة طويلة وأكملت المسير وعيناها تنتقلان بين الجبال والاشجار والسماء والأرض، مناظر حميمة لطالم أحبتها، كم اختطت منها وهاتيك العَيْنُ الدَّفَاقَةُ لازال ماؤُهَا يَجْرِي زلالاً ولكنها حزنت كثيراً لهذه القسوة التي واجهتها الطبيعة هنا ، فقد رحل الأهالي تاركين كل شيوأخيراً وصل الرفيقان إلى البيت العتيق، هو الذي شهد شط كبيراً من عُمر نانا قبل أن ترحل عنه . واقتربت العجور : تأملت البيت المهجور والحنين يَعْصِف حين سمعت مُحَمَّدًا يَقولُ :نانا لقد أحب أبي هذه الدار كثيراً وكل هذه الأرض .نعم يا بني ( أحبتها : محتم عليك ان تحتها . تعال قربي : أنظر إلى هذه الشعاب المنبسطة وتلك الأراضي الواسعة، أحْبِبْهَا يَا الْعَزِيزُ ابْنُ الْعَزِيزِ ! حافظ ومسحت عينيها بِكُم جنتها وعادت لتقول :إِيَّاكَ أَنْ يَغُرَّكَ الْمَالُ أَو يَحْدَعَكَ أَحَدٌ وتُفرط فيها ، فَالْأَرْضُ مِثْلُ الْقَلْ شيء في الداخل ، لقد قاسينا كثيرا لأجلها وحفظناها وحفظتنا، أرْضٌ مُعطرة بدماء ما زالت رائحته إياك !- إن كلامك يُشبه كلام بابا،