فأصبح يعتمد اعتمادًا كبيرًا على ما ينتجه من سلع وخدمات لإشباع حاجاته، فقد فتحت الزراعة أمام الإنسان مجالات أخري للإنتاج، فالزراعة تحتاج إلى بعض المعدات والأدوات التي تسهل على الإنسان استغلال الأرض، يصهرها ويشكلها بأسلوب يمكنه من صنع مثل هذه الأدوات، ومن تنوع السلع التي يحتاجها الإنسان وزيادتها، ومع تنوع الأنشطة التي يمارسها لإنتاج هذه السلع، أصبح من الصعب على الفرد الواحد أن يقوم بإنتاج كل ما يحتاج من سلع بنفسه ومن ثم اكتفي الفرد بممارسة نشاط إنتاجي واحد، وما يسهم به الإنتاج من زيادة كميته وتباين أنواعه وتحسين جودته وتوفير جهد القائمين به. وكان التوسع في التخصص وتقسيم العمل بين الأفراد إيذانا ببدء مرحلة جديدة من مراحل ممارسة النشاط الاقتصادي. وفي ظل هذه المرحلة انفصلت الصلة المباشرة بين الموارد المتاحة للفرد وبين الحاجات التي يحس بها، فأصبح الإنسان لا ينتج السلع التي يحتاج إليها هو نفسه، ولكن ينتج تلك السلع التي يحتاج إليها جميع أفراد الجماعة، وفي نفس الوقت يحصل على ما يحتاج إليه من سلع مما ينتجه الأفراد الآخرون.