تعد النظرية التفاعلية الرمزية واحدة من أهم المحاور الأساسية للنظرية الاجتماعية، وتُعد من أهم المحاور التي تناولت تحليل الانساق الاجتماعية، كونها تهدف إلى تفسير الظواهر والعلاقات والتغيرات الحاصلة في المجتمع، فهي تركز على تفاصيل ورموز الحياة اليومية وما تعنيه هذه التفاصيل والرموز، ويعتبر المبدأ المركزي للنظرية التفاعلية أن المعنى الذي نستمده وننسبه إلى العالم من حولنا هو بناء اجتماعي ينتج عن طريق التفاعل الإنساني اليومي. فهو في النظام التفاعلي يدل على أمور ذات معاني وايحاءات مختلفة، وبالتالي فعملية التفاعل تسمح بتشكيل الرموز وتفسير المعاني وتعديلها من خلال عملية التفاعل الاجتماعي اليومي، كما تركز النظرية على كيفية استخدامنا وتعاملنا مع الأشياء وتفسيرها كرموز للتواصل مع بعضنا البعض، وكيف نخلق ونحافظ على الذات التي نقدمها للعالم، وكيف نخلق ونحافظ على الواقع الاجتماعي معتقدين انه حقيقي. وقد حلل التفاعليون الرمزيون المجتمع من خلال المعاني التي يعطيها الناس للأشياء والأحداث والأفعال، على اعتبار أن الناس يتصـرفون وفقاً للمعاني التي يعطونها للعالم بدلاً من الحقيقة الموضوعية، وبالتالي فإن النظرية تشير إلى أن المجتمع يقوم على تأويلات الناس فهم يؤولون سلوك بعضهم البعض وبالتي يتم إنشاء روابط وأفعال اجتماعية تقوم على هذا التأويل.