مؤتمر الصلح في باريس عام 1919، عقب الحرب العالمية الأولى، أعاد تشكيل خريطة العالم بما يخدم مصالح الدول المنتصرة، وكان للقضية العربية حضورٌ فيه. دخل العرب الحرب مع الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) متطلعين للاستقلال بناءً على وعودٍ بريطانية (مراسلة حسين مكماهون 1915-1916)، لكن اتفاقية سايكس بيكو (1916) ووعد بلفور (1917) قسّما المنطقة العربية بين القوى الاستعمارية ودعما إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين. مثل الشريف فيصل بن الحسين العرب في المؤتمر، طالبًا استقلال الدول العربية في وحدة عربية، لكنه واجه ضغوطًا فرنسية. لم تُؤتِ مطالب العرب -استقلال الدول العربية، رفض تقسيمها، واستقلال فلسطين- أكلها، فصادقت الدول الكبرى على سايكس بيكو ووعد بلفور، مُفرضةً الانتداب البريطاني والفرنسي. نتج عن ذلك تقسيم المنطقة العربية بين بريطانيا وفرنسا، واعتراف بدور الصهيونية في فلسطين، مُسببًا الصراع العربي الإسرائيلي. أخفق مشروع الاستقلال العربي، مُثيرًا ثوراتٍ وطنية كالثورة السورية الكبرى (1925-1927). كرس المؤتمر الهيمنة الاستعمارية، مُقسّمًا المجتمعات العربية و مُعرقلًا مشاريع الوحدة. كان مؤتمر الصلح محطةً فارقةً كشفت عن تناقض وعود الحلفاء مع مصالح العرب، مما دفعهم لمقاومة الاستعمار والسعي للاستقلال.