يتميز الفكر الاجتماعي الرومانى بالإهتمام بالجوانب العملية التطبيقية أكثر من الجوانب النظرية المجردة سواء منها التأملية أو المثالية ، وبالتالى فقد كانت اهتمامات هذا الفكر تنصب على العلاقات الاجتماعية . م ) وكان تصورها عن المجتمع يخالف تصور المجتمع عند الرواقية حيث يرى روادها أن كل فرد يدرك مصلحته الذاتية ولكنه لايستطيع تحقيق مصالحه إلا إذا كون علاقات اجتماعية مع غيره. وقد أدت هذه الفكرة إلى ظهور فكرة العقد الاجتماعي فالمجتمع يمر بمرحلة سابقة على الاجتماع هي مرحلة الطبيعة التي تتضمن الكثير من المساوى، لذلك يفكر الأفراد في إنشاء علاقات اجتماعية ليتعاقد الناس على المعيشة والتعاون من أجل تحقيق مصالحهم وكذلك فإن المدرسة الرواقية كانت هى الأخرى مدرسة يونانية وجدت لها أتباعاً كثيرين من الرومان وقد أسسها زينون الستيومي Zenonde sitiume اليونانى المولد وقد أسمها ستيوم في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد . وقد اتفق الرواقيون مع أرسطو في أن الانسان اجتماعي بطبعه . ولا بد أن يكون اجتماعياً حتى تنمو شخصيته ويؤدى واجبه في المجتمع وقد كان تصور هذه المدرسة للمجتمع أوسع من تصوره عند المدارس اليونانية الأخرى التي كانت ترى أن المجتمع إما أن يكون اغريقيا أو بربريا. أما الرواقيون فقد طوروا فكرة المجتمع العالمي . والمواطن العالمي ومن ثم آمنوا بالأخوة الانسانية أو الأخوة بين الصفوة على الأقل وهكذا نرى أن الرواقيين اجتماعية النزعة . كذلك فإن الرواقيين يميلون للنظرة العقلية. بينما الأبيقوريين ماديو الاتجاه فالعلاقات والمصالح المادية عندهم أساس العلاقات الاجتماعية . وقد لعبت الفلسفة الرواقية دوراً. رائداً في الفكر الاجتماعي الروماني حيث مهدت لإرساء البناء القانوني. والذي ينطبق على كل المدنيين دون تفرقة ومن أبرز مفكرى هذه المدرسة في روما خطيبهم المشهور شيشرون وكذلك " ابكتيت " الذي عاش في القرن الأول الميلادي وكان أحد الرعايا العبيد الذين صعدوا إلى مرتبة المفكرين الحكماء ثم الامبراطور " مارك أوريل وهؤلاء الثلاثة طوروا فكرة القانون الروماني الذي عرف عند المشرعين بالقانون " البريتورى " كما طوروا المبادىء العامة التي عرفت في الفكر الاجتماعي بمبادىء القانون الطبيعي وقد تركت المدرسة الرواقية أثراً عميقاً في الفكر الروماني. ودعمت الرسالة الانسانية لهذا الفكر ، كذلك أثرت الأخلاق الرواقية في مجال الأسرة فعارضت السلطة المطلقة للآباء وأتاحت بعض الحرية الأفراد الأسرة فلم يعد الإبن ملكاً لأبيه كما يملك الدواب وغيرها .