فالتطور السريع للتكنولوجيا يتبعه تطور مماثل في جميع مجالات الحياة، فأصبحت العلاقة بين العلم والتكنولوجيا علاقة وطيدة وثيقة صعب الفصل بينهما، أما التكنولوجيا فهي تعمل على تطبيق ما يمكن تطبيقه من هذه النظريات والمبادئ. فتم تكييف هذه المناهج التعليمية بطرق ووسائل متنوعة وحديثة لتتواكب مع التطور التكنولوجي الهائل. ٢٠٢٠) و بالرغم من التطور التكنولوجي في مجال التعليم إلا انه يواجه عدد من التحديات فقد ذكر الحفناوي(٢٠١٧) والمطيري (٢٠٢١) أن التعليم في عصر الثورة يواجه العديد من التحديات الكبيرة الناجمة عن الإنجازات الهائلة في مجال التكنولوجيا؛ إلى التعلم الإلكتروني بحيث يكون دور المعلم فيه مشرف وميسر ومساعد ومكمل للتعليم وموظف للاستراتيجيات التدريسية الحديثة التي تعتمد على الانترنت، و كما أشار هدار وسوكحال (٢٠١٨) الباوي وغازي (٢٠١٩) بأن هناك العديد من الأساليب وطرق التدريس لم تعد تفي بحاجة المتعلمين لأسباب عدة كالتعليم التقليدي الذي يعتمد على المعلم بشكل رئيسي؛ حيث تساعد التقنيات الطلبة ذوي الإعاقة على التغلب العقبات التي تحول دون استقلاليتهم، كما انها تسهل عملية تعلمهم وترفع من مقدرتهم على الاستيعاب. وفي السياق ذاته توظيف التكنولوجيا و التقنيات الحديثة في تلبية حاجات ذوي الاعاقة التعليمية واشباع توقعاتهم فيبرز دورها الواضح في مراعاة الفروق الفردية والتي تظهر بين المعاقين بمختلف فئاتهم من خلال ابتكار طرق وأساليب تعليمية متنوعة بما يناسب احتياجاتهم التعليمية، كتعويض العجز عن الوصف الكلامي لدى الصم وضعاف السمع من خلال استخدام وسائل الايضاح التي تعتمد على الصور والفيديوهات أيضا توفير مثيرات خارجية في البيئة تعوض المعاق عن ضعف الانتباه لديه، وأيضا تساعد في إكساب المعاقين الأنماط السلوكية المرغوبة و تساهم بشكل كبير في تبسيط المفاهيم المعقدة، وتمكن الطلاب ذوي الاعاقة من استخدام البرمجيات التعليمية الإلكترونية مع اتاحة فرصة التكرار والممارسة، كما انها تقلل من اعتمادهم على الاخرين وتسمح للطلاب ذوي الاعاقة باندماجهم مع المجتمع، وفي هذا الإطار تم تسخير الوسائل التكنولوجية الحديثة من اجل تخطي العوائق التي تقف في طريق نموهم وتقدمهم بحيث تكون متناسبة مع احتياجاتهم ومع مستوى اعاقتهم في جميع أوضاعهم وخاصةً منها الاحتياجات التعليمية. لما لها من تأثير فعّال في المنظومة التعليمية ويتم من خلالها اكتساب الاتجاهات والمعارف والمهارات في بيئة محفزة توفر الواقع التعليمي الافتراضي ويَسهُل التعامل معه ومتاح عبر المواقع الإلكترونية ومن أبرزها المنصات التعليمية الإلكترونية التي تُعرف بالاتصال بين كافة اطراف المنظومة التعليمية وتتكون من أدوات وبرامج عديدة تقوم بمجملها بوظائف إدارة التعليم الإلكتروني على الشبكة، حيث تعتبر من أدوات التعليم الإلكتروني الفعالة التي تسهم بشكل كبير في فاعلية عملية التعلم وزيادة النشاط والتفاعل والتعاون بين الطلبة والمعلمين في العملية التعليمة بالإضافة إلى دورها الواضح في بناء شخصية الفرد والاعتماد على الذات في الحصول على المعلومات. وفي السياق ذاته أشار الباوي وغازي(٢٠١٩) ، السويلم (٢٠٢٢) على مميزات المنصات التعليمية مما يجعلها من الأدوات التعليمية الإلكترونية الفعّالة فهي تمتاز بإمكانية التصفح خلال شبكة الإنترنت وتوفر إمكانية استخدام المعرض الخاص بالبريد الإلكتروني للدخول إلى المنصة الإلكترونية كما انها تتيح التواصل بالشكل الأفضل بين الطلبة والمعلم في القاعات باستخدام النظام المتوفر في المنصة وتتيح استخدام ادارة المحاضرة وتسجيلها ورفعها ويستطيع المعلم من خلالها عرض الشرائح من خلال برنامج power point مع المقدرة على الشرح والتعليق عليها واضافة الملاحظات على المفردات ذات الأهمية التعليمية وتشغيل كافة الملفات التعليمية كالصوت والفيديو وغيرها بشكل مستمر، إضافة إلى ذلك تصبح المنصات التعليمية اكثر ميزة وأهمية عندما تكون موجهة تحديدًا لذوي الإعاقة؛ وقد أصبحت المنصات التعليمية من أهم الوسائل للتعليم وطريقة جيدة لإتاحة فرص التعلم على نطاق واسع وبتكلفة منخفضة للمتعلم، الطباعة الكبيرة، الوسائط المتعددة التي يمكن الوصول اليها بالإضافة الى الأنماط الصوتية والانماط المكتوبة واللغة البسيطة والقارئ البشري والاشكال المعززة والبديلة للاتصال بما في ذلك المعلومات التي يمكن الوصول اليها من خلال تكنولوجيا الاتصالات، كما تعني إمكانية الوصول لتكنولوجيا المعلومات بتوفير الوصول لجميع الأشخاص: لأشخاص ذوي الإعاقة، (مكاوي، ٢٠٢٣) وقد اتخذت الدول المتقدمة كالأمم المتحدة جميع التدابير اللازمة لضمان تمتع ذوي الإعاقة بكافة حقوق الانسان وذلك في تقديم المساواة مع غيرهم من العاديين وعلى وجه التحديد نصت المادة (٢٤) من اتفاقية حقوق الافراد ذوي الإعاقة في المملكة العربية السعودية على حقهم الكامل في التعليم وتقديم الخدمات التعليمية من دون تمييز وعلى مبدأ تكافؤ الفرص، وضمان توفر التعليم مدى الحياه لذوي الإعاقة وعدم استبعادهم من التعليم لسبب الإعاقة وتؤمّن لهم التعليم شامل جميع المستويات وتمكين الافراد ذوي الإعاقة من تعلم المهارات الحياتية والاجتماعية بوصفهم أعضاء في المجتمع واضافة الى ذلك حصولهم على الدعم في التعليم العام، فقد اولت المملكة العربية السعودية حرصاً في تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة وخصيصا التعليم عن بعد طبقا لاتفاقية حقوق الافراد ذوي الإعاقة والتي تنادي بتمكينهم العيش باستقلالية ومشاركتهم الكاملة في كافة جوانب الحياة حيث بادرت بإنشاء برنامج التحول الرقمي الذي يعد احد البرامج الرئيسية لتحقيق رؤية (٢٠٣٠) وقد استحدثت وزارة التعليم منصات افتراضية لجميع فئات الطلاب ولكافة المراحل الدراسية منها منصة مدرستي لجميع مراحل التعليم العام تتضمن أدوات رقمية تعليمية تدعم تدريس وتعليم الطلبة ذوي الإعاقة وتيسر العملية التعليمية (الغامدي و باعثمان، و وفقا لـ W3C التي تُعرف بتصميم الويب بشكل أساسي للعمل لصالح جميع الأشخاص أيا كانت جاهزيتهم او برامجهم او لغتهم او ثقافتهم او موقعهم او قدارتهم البدنية والعقلية، فيصبح اتباع المعايير والارشادات التي تخص إمكانية الوصول والقابلية للاستخدام للمنصات التعليمية ذات أهمية بالغة مما يجعل المواد التعليمية الرقمية متاحة لجميع الفئات، وضرورة اتاحة جميع الأجهزة والبرامج وذلك لتمكين ذوي الإعاقة من التفاعل وممارسة تعلمهم بشكل مكافئ للأشخاص العاديين وباستقلالية، كما تعد قابلية الوصول الى المحتوى الرقمي ببرامج التعلم الإلكتروني من المتطلبات الرئيسية لتعليم ذوي الإعاقة، حيث ان التنظيم المنطقي للمقرر الإلكتروني واعداد المادة التعليمية القابلة للوصول يعمل على محتوى الموقع بشكل جيد.