لم يطلق المصريون على بلدهم اسما واحدا ولكنهم عبروا عنها من خلال عدة اسماء اقرب للصفات التي تحمل محبتهم لها ومن اهم التسميات: أما الإسم المعروف لبلدنا الان وهو مصر فالغريب انه لم يذكر ولو لمرة واحدة في حدود ماهو معلوم حتي الان من قبل المصريين، بل جاء من مصادر عديدة خارجية، اما الثانية فهي Ancient Egyptian Historyويشمل تاريخ مصر من بدايته وحتي دخول المسلمين إلى مصر عام 641 ميلادية. وبشكل عام فقد قام المؤرخ المصري مانيتون (عاش في القرن الثالث قبل الميلاد) بتقسيم العصر الفرعوني إلى مراحل اساسية واسرات حاكمة عددها ثلاثين اسرة: ويعتبر دخول الاسكندر الاكبر إلى مصر عام 332 قبل الميلاد ايذانا بنهاية الحكم الفرعوني وبداية الحكم اليوناني والبطلمي الذي استمر حتي 30 قبل الميلاد، حين تمكن القائد الروماني اوكتافيوس (اوغسطس) من احتلال مصر وادخالها إلى حظيرة الدولة الرومانية حتي 323 ميلادية حين اصبحت المسيحية ديانة رسمية وبدأ العصر البيزنطي الذي استمر حتي 641 ميلادية حين دخل عمرو بن العاص مصر معلنا بداية الحكم الاسلامي. مصادر دراسة التاريخ المصري القديم تعددت المصادر التي يعتمد عليها في دراسة التاريخ المصري القديم وتنقسم بشكل عام الي: وهي المصدر الاول وتضم كل ماتركه المصريون القدماء من اثار تحكي عن حياتهم وذلك من خلال المناظر المصورة او النصوص المختلفة . ومن اهمهم على الاطلاق: ‌أ- هيرودوت المؤرخ اليوناني الذي زار مصر عام 450 قبل الميلاد و خصص الجزء الثاني من كتابه المعروف باسم التواريخ للحديث عن مصر ومكانتها العظيمة، 3- كتابات الشعوب المجاورة: ذكرت مصر في الكتب السماوية في عدة مواضع حيث تناولها التوراة في سفر الخروج متحدثا عن خروج بني اسرائيل من مصر، 2- الهيراطيقية وتعني الخط الكهنوتي 3- الديموطيقية وتعني الخط الشعبي حيث كان المصري يكتب من خلالها الحروف اليونانية بنطق مصري قديم بمايشبه شكل الرسائل النصية التي تكتب بالنطق العربي والحروف الاجنبية. كما استعمل المصري المخصصات determinatives لتحديد معني الكلمة فمثلا حين يكتب الليل يكون المخصص نجمة، وظلت اللغة المصرية سرا غامضا امام الباحثين على الرغم من وجود عدة محاولات حتي جاء الشاب الفرنسي جان فرانسوا شامبليون وقام بقراءة حجر رشيد المحفوظ الان بالمتحف البريطاني ووجده مكتوب بالخط الهيروغليفي والخط الديموطيقي والخط اليوناني وكان يعرف جيدًأ اللغة اليونانية فقام بمقارنة اسماء الملوك في اليونانية معتمدا على ان المصري القديم كان يكتب الالقاب الملكية داخل اطار يعرف بالخرطوش، 6- الالقاب الملكية: من بين الامور الهامة لمن يدرس التاريخ المصري القديم ان يعلم ان كل ملك من ملوك مصر كان يحمل خمسة القاب اساسية تمثل اربعة منها مجموعة من الصفات الاساسية التي ينبغي ان تتوافر في الحاكم، والخامس يكون اسمه الشخصي. كان الملوك من نهاية الاسرة الثالثة الفرعونية يضعون اسماءهم داخل اطار يسمي الخرطوش وهو تعبير عن كلمة مصرية تعني الحماية اي ان من يضع اسمه في داخل هذا الاطار هو شخص محمي، وهذا الامر لازال متداول فحتي الان تذكر وسائل الاعلام ان البيت الابيض مثلا اعلن شئ ما فالطبيعي ان البيت الابيض لايتكلم ولكن ساكن البيت هو من يصدر الاحاديث، لكن كان هناك الكثير من الفراعنة عظام تركوا اثار وسمات تعبر عن مصر ومكانتها العظيمة. عصور ماقبل التاريخ: وكلما وجد طعامًا او نباتًا أكله، وكلما راي حيوانًا إصطاده وأكل منه مايشبعه، ومعها بدأ يصطاد الحيوان ويأكل منه مايحتاجه ويخزن البقية حتي ينمو الزرع اي أنه اصبح منتج للطعام مستأنس للحيوان، خلال هذه المرحلة عرف الإنسان كذلك النار وشكل الطين ووضعه في النار فأصبح الفخار، ومن أهم المراكز الحضارية المصرية في العصر الحجري الحديث: إضافة إلى أنواع متعددة من الفخار، ومن هذه المنطقة كشف عن أقدم تمثيل لهيئة أدمية. وتنقسم حضارتها إلى قسمين: الفيوم أ والفيوم ب، وتقع الفيوم على بعد 90 كم جنوب غرب القاهرة، وتتميز بنماذج رائعة من الفخار. وتعرف هذه المرحلة في تاريخ مصر بعصر ماقبل الأسرات (pre-dynastic period ) ومن أهم الحضارات في هذه المرحلة حضارة نقادة والتي تنقسم إلى ثلاثة مراحل من 3600 قبل الميلاد وحتي 3000 قبل الميلاد وهي مرحلة توحيد مصر، وتتميز بوجود مقابر على شكل حفرات، توحيد مصر ويسير في موكب الإنتصار. يلاحظ كذلك وجود اسم نارمر وحور عحا مع بعضهما على كثير من الأثار، بينما دائما ماكان اسم مينا يذكر بمفرده، بينما لم نعثر على قبر لمينا حتي الأن. إتجه العلماء بشأن الملوك الثلاثة إلى ثلاثة أراء رئيسية: - الرأي الأول يقول أن الأسماء الثلاثة لثلاثة أشخاص مختلفين الجد هو نارمر والإبن هو حور عحا بينما الحفيد هو مينا الذي قام بإنهاء كل المشكلات وتوحيد البلاد عام 3000 قبل الميلاد تقريبًا. - الرأي الثاني يميل أصحابه إلى إعتبار نارمر وحور عحا شخصية واحدة على أساس وجود أثار كثيرة لهما معا ويعتقدوا أن الملك غير إسمه مع الحروب التي كان يخوضها من أجل توحيد البلاد. وأن اسم هذا الملك الحقيقي كان نارمر ويعني الذي يقوم بشق الترعة وحين بدأت الحرب غير إسمه إلى حور عحا أي الصقر المحارب وبعد أن إنتصر وقام بتوحيد مصر غير إسمه إلى مينا أي الثابت على العرش. بعد إتمام توحيد مصر العليا (يقصد بها الصعيد) ومصر السفلي (يقصد بها الدلتا) بدأ العصر الأول في تاريخ مصر الفرعونية وهو العصر العتيق، حكمت مصر خلال العصر العتيق (3000 قبل الميلاد -2700 قبل الميلاد تقريبا) أسرتان وفقًا لتصنيف المؤرخ مانيثون، وخلال هذا العصر تمكنت مصر من وضع قواعد الدولة بكل قواعدها، ومن أشهر ملوك هذا العصر الملك جر والملك دون والذي قام بحملة للسيطرة على مناطق سيناء. وقد خلف دون ثلاثة من أبنائه لم يكونوا أشقاء من الأم، فنشب خلاف على العرش بينهم حتي إنتهت الأسرة وجاء ملك بدأ به مانيثون الأسرة الثانية وهو الملك حوتب سخموي ويعني إسمه مرضي القوتين وهي إشارة إلى مصر العليا والسفلي، وحاول ملوك هذه الأسرة استكمال تأسيس المؤسسات للدولة على الرغم من بعض المشاكل الخارجية والداخلية، والتي تمكن الملك خع سخموي من إيقافها وإعادة القوة والهدوء إلى البلاد ويتضح هذا من معني إسمه الذي يعني أشرقت القوتان ويقصد بالقوتين الصعيد والدلتا. تزوج خع سخموي من سيدة إسمها ني ماعت حاب أنجبت له إبنًا تمكن من الوصول إلى الحكم وبدأ به مانيثون الدولة القديمة والأسرة الثالثة التاريخ السياسي لمصر الفرعونية وتوجد لوحة منقوشة لزوسر في هذا الوادي تبينه يضرب أحد الأعداء ويلاحظ وجود لقب لموظف على اللوحة يعرف بأنه المسئول عن الصحراء وهو مايعني أن هذا الملك قد إستحدث وظيفة مدير للصحراء لحماية حدود مصر الشرقية. ومن بين الشخصيات العظيمة التي عاصرت الملك زوسر كان وزيره ومهندسه ايمحوتب، وخلط اليونانيون بينه وبين رب الطب عندهم إسكلبيوس. المشرف على ادارة القصر الملكي، المهندس العظيم، كبير الفلكيين، وينسب لعهد زوسر لوحة في جزيرة سهيل بأسوان تتحدث عن مجاعة وقعت في البلاد، وتتميز المصطبة المدرجة في سقارة بعدة عناصر أساسية من بينها: 1- أن المهندس إستخدم الشكل شبه الهرمي لأول مرة. 2- كما كان إستخدام الحجارة كمادة أساسية في البناء بالكامل بدلًا من الطوب اللبن حيث بنيت من الحجر الجيري، وتتكون المصطبة من ستة طبقات كل منها تعلو الأخري، ويصل إرتفاع المصاطب الستة إلى 60 متر، خلف الملك زوسر على العرش مجموعة من الملوك من بينهم الملك سخم خت الذي ينسب له هرم في سقارة يسمي الهرم الدفين نظرًا لبقاء قاعدته فقط. كان الملك حوني أخر ملوك الأسرة الثالثة وقد حكم مصر لمدة 24 عام، وشيد له مهندسوه هرمًا في ميدوم (محافظة بني سويف)، أنجب حوني من زوجته الرئيسية إبنة هي حتب حرس ولم ينجب ذكورًا إلا من إحدي زوجاته الثانويات، وبالفعل تزوج سنفرو من أخته وأصبح أول ملوك الأسرة الرابعة التي تعرف بالعصر الذهبي للدولة القديمة ذلك أن مصر وصلت من خلاله إلى شكل الهرم الكامل لأول مرة في تاريخها، وتظهره النصوص وهو يتصرف في بساطة مع الآخرين من حوله ويناديهم أخي وصديقي وقد جاء في التعاليم الموجهة للتلاميذ أن سنفرو كان يلقب بلقب الملك الخير في كل البلاد. وإقترح عليه أحد الكهنة الذهاب إلى بحيرة القصر، وهنا استدعي الملك كبير الكهنة وأخبره بما حدث فاستجاب الكاهن لطلب مولاه وشق ماء البحيرة بسحره واستخرج الحلية. هذه القصة وإن كانت غير حقيقية في أحداثها لكن تعكس حب الملك لشعبه وحرصه على إسعاده. أرسل سنفرو كذلك الحملات التأديبية وحملات التعدين للتوسع في التجارة الخارجية حيث أرسل الحملات التأديبية على حدود مصر الجنوبية وبلاد النوبة والتي نجحت في مهمتها وعادت بـ 7 آلاف أسير و200 ألف رأس من الماشية مسجلة في نفس النص أن سنفرو أرسل حملة تأديبية إلى حدود مصر الغربية إلى ليببا، وأنها نجحت في إستعادة الأمن عند هذه الحدود. ينسب إلى عهد الملك سنفرو كذلك بناء أول هرم كامل في الحضارة المصرية، وحدث ان أخطأ المهندس في زاوية البناء فبدلًا من أن تكون الزاوية 43 درجة ليكون الإرتفاع 109 متر، قام المهندس بإستخدام زاوية 52 درجة الأمر الذي أدي إلى قيام المهندس بكسر الزاوية فظهر الهرم كأنه جزئين، ويعرف هذا الهرم بالهرم المنحني أو المنكسر Bent Pyramid، يبقي السؤال لماذا قام المصري القديم بإتخاذ الشكل الهرمي ليكون قبرًا لملكه؟ يبدو أن الأمر يتعلق بشروق الشمس التي تظهر اشعتها في شكل مخروطي فاصبح الهرم يمثل شروق روح الملك مثلها مثل الشمس. وسعي خوفو عند بداية حكمه إلى بناء هرم يشبه هرم أبيه، بدأ حم إيونو التجهيز لبناء الهرم فحدد فلكيًا حركة النجوم وإختار المكان الأنسب، فكان قرار الملك بأن يحضر هؤلاء للعمل والإقامة في محيط الهرم طوال مدة الفيضان ويحصلوا على طعام وشراب هم وذويهم وبعد نهاية الفيضان يعودوا إلى أعمالهم الزراعية، حوالي عشرين عامًا. حيث لا نعرف له- حتي الأن- إلا تمثالًا واحدًا لايزيد إرتفاعه عن 7 سم من العاج وليس من مادة جيدة أو ثمينة. ويقال أنه عندما كبر سنه عين إبنه الأكبر وزيراً له وكبيرًا للقضاة، ومن ناحية الجنوب فيلاحظ أن خوفو قد استعمل محاجر الديوريت التي تقع إلى الشمال الغربي من توشكى. لكن مع كل هذا يبقي الهرم الأكبر أحد أعظم الأثار المصرية ليس لكونه أحد عجائب الدنيا السبع القديمة، لم تستخدم كمكان للدفن حيث تغير تصميمها وانتقل إلى حجرة ثالثة هي حجرة الدفن الأساسية. وكان العمال يقومون بعمل سقالة من الطين يرفعوا عليها الأحجار من خلال زحافة خشبية ، ويتم لصق الأحجار من خلال تفريغ الهواء (تعرف الأن بالصنفرة) وهي طريقة ظلت معروفة في البناء واللصق لمدة طويلة. بعد موت خوفو دب الصراع بين أبنائه حول أحقية العرش، وأكمل هرم أبيه، وبني لنفسه هرمًا في أبو رواش وخلفه على العرش شقيقه الأخر خفرع الذي حكم 25 عاماً، أما تصميم الهرم فكان بسيطًا إذا قورن بهرم خوفو، وبجانب الهرم قام الفنانون بنحت تمثال للملك خفرع وهو التمثال الشهير أبو الهول والذي يمثل وجه ملكي بجسم أسد، ويبلغ إرتفاع التمثال 21 متر، وطوله 45 متر. كلمة أبو الهول هي كلمة مصرية تنقسم إلى جزئين الأول بو وتعني مكان، بعد وفاة الملك خفرع خلفه إبنه الملك منكاورع الذي يحكي عنه المؤرخ اليوناني هيرودوت أنه كان ملكًا عادلًا. شيد منكاورع هرماً أصغر كثيراً من هرمي أبيه وجده إذ يبلغ إرتفاعه نحو 66 متر، حيث كانت البلاد قد بدأت مرحلة إقتصادية صعبة، إهتم منكاورع كذلك بتربية أبناء الموظفين مع أبنائه في القصر الملكي، وطلب هذا المواطن من الملك أن يدفن بجانبه فأصدر الملك قرارًا لمهندسه أن يبني للمواطن قبرًا كبيرًا بجانب هرم الملك. تولى الحكم بعد وفاة الملك منكاورع ابنه شبسسكاف الذي إتبع نفس سياسة والده في التعامل مع موظفيه، وزاد عليها أن زوج إبنته من أحد الموظفين الذي رباه منكاورع في قصره، ونظرًا للظروف الإقتصادية السيئة في البلاد فقد بني هذا الملك قبره على شكل مصطبة وليس هرمًا مثل أجداده، ويعرف قبره في سقارة بإسم مصطبة فرعون. حكم خلال هذه الأسرة تسع ملوك، منهم الملك ساحورع الذي كان أول الملوك الذين أرسلوا حملات تجارية إلى بلاد بونت جنوب البحر الأحمر، وكان أخر ملوك الأسرة الملك ونيس الذي كتب في داخل هرمه وللمرة الأولي نصوص دينية تعرف باسم نصوص الأهرام، وانتقل إليه العرش كملك واصبح أول ملوك الأسرة السادسة. ويتحدث من خلالها عن تكوين مجموعات قتالية لتأمين حدود مصر، ويتناول عصره للمرة الأولي في التاريخ وقوع مؤامرة من حريم القصر لقتل الملك، ولكن كشف عن المؤامرة وقام أحد أقرب موظفي الملك وهو وني بالتحقيق السري فيها. بعد وفاة ببي الأول بدأت البلاد تتجه نحو الأنهيار السياسي والإجتماعي والإقتصادي، وتحكي اغنية مشهورة في حينها تعرف بأغنية العازف على الهارب عن الظروف التي ألمت بمصر ومدي عدم رضاء قطاع كبير من الشعب عن الأحوال وعدم إيمانهم بالعالم الأخر الذي كان صلب العقيدة المصرية، الحقيقة أنك أوصلت البلاد لهذا الدمار والحقيقة أنك لاتقول إلا الكذب. وكانت هذه هي الشرارة الأولي للثورة الإجتماعية في العالم القديم والتي قامت في مصر وكان من أهم أسبابها: 2- عوامل إقتصادية: حيث قام الملوك بتشييد أهرامات ومعابد ضخمة لتخليد ذكراهم في العالم الأخر، أضف إلى ذلك أن التجارة الخارجية قد ضعفت مما أدي إلى ضعف الموارد. إضافة إلى طول مدة حكم الملوك لدرجة أن الملك ببي الثاني اخر ملوك الأسرة حكم 94 عام. 4- الأسباب الخارجية: تتمثل في هجرات الشعوب المجاورة لمصر تحركت مستغلة سوء الأوضاع وتسللت إلى داخل البلاد. فككت الثورة أواصر مصر ودخلت البلاد في نفق مظلم يعرف لدي المؤرخين بعصر الإنتقال الأول والذي يتضمن الأسرات من السابعة إلى العاشرة ، وللتعبير عن سوء الأوضاع في مصر يقول مانيثون أن الأسرة السابعة حكم فيها سبعون ملكًا لمدة سبعين يوم، ويراه البعض الأخر حكمًا مشتركًا بين مجموعة من الحكام يسير كل منهم أحوال البلاد ليوم. هذه الفوضي كانت مؤشرًا لدخول مصر في حرب أهلية إستمرت لنحو 80 عاما حتي إستطاع حكام أهناسيا عند بني سويف أن يسيطروا على البلاد فيما يعرف بعصر الاسرتين التاسعة والعاشرة ، وحاول الملوك خلال هاتين الأسرتين أن يفرضوا نفوذهم الكامل، ولكن إصطدموا بحكام طيبة (الأقصر حاليًا) الذين تمكن أحدهم وهو منتوحتب نب حبت رع من السيطرة على الأوضاع وإعادة توحيد مصر وتأسيس عصر الأسرة الحادية عشرة فيما يعرف اصطلاحًا بعصر الدولة الوسطي. خلف الملك منتوحتب على العرش ثلاثة من أبنائه حملوا جميعًا إسم منتوحتب، وكان أخرهم أسوأهم حظًا حيث أرسل وزيره الذي كان يدعي أميني إلى وادي الحمامات لإحضار أحجار من هناك، وايضا راي غزالة تلد وكان في عرف المصري أنه حين يري الشخص حيوان يلد فهذا يمثل فألًا حسنًا. ظهرت بردية تورين لتكتب إسم الملك أمنمحات الأول كبداية لملوك الأسرة الثانية عشرة واعتبر العديد من المؤرخين أن أمنمحات هو نفسه الوزير أميني وأنه إنقلب على الملك ونقل العاصمة من طيبة إلى اللشت (تتبع الأن مركز العياط محافظة الجيزة). وفي أثناء الحملة وصلت رسالة إلى سنوسرت أن أبيه الملك قد مات. ويبدو أن سنوهي بصفته مربيًا لأبناء الملك كان على علم بالأمر فخشي أن يذكر إسمه في أي تحقيقات فهرب، عاد سنوسرت إلى مصر وإستطاع السيطرة على الأوضاع وأعلن نفسه وريثًا لعرش أبيه، وأعلن عن مجموعة من الوصايا أكد أن أبيه قد أملاها له، ومن بينها ألا يأمن لأي أحد، بدأ سنوسرت الأول مشروعه التوسعي بالسيطرة على الجنوب وذكرت للمرة الأولي كلمة كوش لتعني حدود مصر الجنوبية، وليس للتأمين كما كان متبعًا الأمر الذي يعني بداية ظهور فكرة الإمبراطورية المصرية. خلف الملك سنوسرت الأول على الحكم مجموعة من الملوك عملوا على زيادة الرقعة الزراعية بشكل كبير من خلال استصلاح الأراضي واقامة السدود وأشهرها سد اللاهون عند الفيوم وذلك لإستصلاح 27 ألف فدان للزراعة، كما أقاموا مدن لإقامة العمال وأشهرها مدينة اللاهون التي وصلنا منها أحد أشهر البرديات الطبية والتي تعرف بإسم بردية اللاهون والتي عثر على أجزاء منها عام 1889 ومحفوظة في متحف الجامعة بلندن، وتحكي عن علاج للعديد من الأمراض. كما عمل خليفته سنوسرت الثاني على إستغلال مناجم الذهب والمعادن الأخري بإسم الملك إنتهت الأسرة الثانية عشرة بتولي الملكة سوبك نفرو التي تزوجها أحد كبار رجال القصر وأعلن نفسه ملكًا وأسس الأسرة الثالثة عشرة، وقد شهدت البلاد خلال هذه المرحلة العديد من الصراعات الداخلية والإنقسامات عبرت عنها نصوص اللعنة التي كتبها الوطنيون المصريون ولعنوا فيها كل من تعاون مع الأجانب الذين إستغلوا مشكلات البلاد وتسللوا إليها، تحركوا من العراق ووصلوا إلى مصر حوالي عام قبل الميلاد1789، عرف المصريون الهكسوس بإسم حقا خاسوت وهي تسمية تعني حكام البلاد الأجنبية، وحرف الإسم في اليونانية إلى هكسوس، وكان أول حكامهم حسب مانيثون إسمه سالتيس، وأسسوا عاصمتهم في شرق الدلتا (منطقة صان الحجر وماجاورها في محافظة الشرقية) ووفقًا لتقسيم مانيثون فقد حكموا من خلال أسرتين هما الخامسة عشر والسادسة عشر، بينما كان صعيد مصر مستقلًا وحكمه ملوك عرفهم مانيثون أنهم ملوك الأسرة السابعة عشر عمل الهكسوس أثناء تواجدهم في مصر على إستخدام نفس النظام الإداري المصري وإستخدموا اللغة المصرية القديمة، وكان حكمهم لمصر لمدة قرن سببًا أن تطور مصر التقنية العسكرية بها ؛ حيث تغيرت العقيدة العسكرية من الدفاع إلى الهجوم، إضافة إلى إستخدام الخيول في الحرب والحقيقة أن الخيول كانت معروفة قبل الهكسوس ولكن لم يستخدمها المصريون في الحروب إلا بعد الهكسوس ومن خلال هذا التحديث تمكن المصريون من تأسيس إمبراطوريتهم العظيمة في الخارج. حيث عثر على مقبرة الملك سقنن رع أول الملوك الذين حاربوا الهكسوس ورأسه مفتوحة بجرح كبير يراه البعض أنه من حربه ضد الهكسوس، ونعلم من المصادر أن الحاكم الهكسوسي أبوفيس أرسل إلى سقننرع يطلب منه إسكات صوت فرس النهر في طيبة لأنه يقلق منامه، وهي إشارة إلى رغبة الحاكم الهكسوسي في إيقاف الإستعدادات المصرية للحرب ، ولانعلم حتي الأن بماذا رد الملك المصري، أكمل من بعده ابنه كامس الذي كان يغضب كثيرًا من رجال القصر حين يسألهم عن الأوضاع فيقولوا له لا داعي لعمل مشاكل مع الهكسوس، فكان رده كيف لي أن اتمكن من الحكم وهناك ملك يحكم في أواريس (عاصمة الهكسوس) وأخر في كوش (مناطق النوبة) ؟ وأظل أنا عاجزًا عن التصرف. إستطاع كامس محاصرة الهكسوس، بعد كامس جاء أخوه احمس والذي تمكن من طرد الهكسوس من مصر وحاصرهم في فلسطين، بعد ذلك توجه بكل قوته للقضاء على نفوذ حكام الاقإليم الذين كانوا يمثلون خطرًا كبيرًا على مصر، وعين للمرة الأولي موظف في النوبة أطلق عليه نائب الملك في كوش.