توطئة وتعظيم الدخل بدلا من الإنسان من خلال توسيع الفرص أمام الناس. غير أنه ومع تطور النظرية الاقتصادية تبين أن تعظيم الناتج القومي ليس إلا هدفا من أهداف السياسة الاقتصادية، وأن هناك أهدافا أخرى لابد من التأكيد عليها أكثر من أي وقت مضى تمثلت في ضرورة توفير مستوى مناسب من التعليم والرعاية الصحية والمعيشة. كذلك إعطاء الفرصة للاستثما ارت البشرية للمساهمة في تحقيق النمو عن طريق المشاركة الفعالة في النشاط والق ارر السياسي. من هذا المنطلق بدأ النظر إلى الإنسان بوصفه موردا هاما من الموارد الاقتصادية ، فمنذ مطلع التسعينات ظهر مصطلح التنمية البشرية والمتعلق بالجوانب المختلفة بحياة الإنسانية المادية منها والمعنوية. التنمية البشرية Human Development مبنية في المقام الأول على السماح للناس بأن يعيشوا نوع الحياة التي يختارونها ، وفي السنوات الأخيرة ، سعى تقرير التنمية البشرية بقوة إلى إثبات أن هذه المسألة هي مسألة سياسة بقدر ما هي مسألة اقتصاد من حماية حقوق الإنسان إلى تعميق الديمق ارطية. ومالم يتمكن الفق ارء والمه مشون – وهم في أغلب الأحيان من أقليات دينية أو عرقية، أو من المهاجرين – من التأثير في العمل السياسي على المستويين المحلي والقطري ، فمن المستبعد أن يجدوا الإمكانية المنصفة للحصول على الوظائف والمدارس والمستشفيات والعدالة والأمن وخدمات أساسية أخرى. 2-1- التنمية البشرية : تنمية بالإنسان ومن أجل الإنسان تعكس د ارسة التنمية البشرية مسيرة نظريات التنمية نفسها و نظريات النمو الاقتصادى ، ذلك أن التنمية البشرية هي جزء من كل فهي لم تطرح مستقلة بحد ذاتها، فقد تطور مفهومها من عقد لآخر وكان في كل فترة يعكس جملة حوا ارت. لقد تم استخدام أكثر من تعبير للدلالة على مفهوم التنمية البشرية فقد استخدم مثلا في البداية تعبير" تنمية العنصر البشري "أو " تنمية أرس المال البشري "أو" تنمية الموارد البشرية"أو" التنمية الاجتماعية "إلى أن استقر ال أري حاليا إلى استخدام تعبير التنمية البشرية بالشكل الذي حدده برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، الذي برز مع بداية التسعينات من خلال سلسلة من تقارير التنمية البشرية. وهذا يوضح أن مضمون التنمية البشرية يختلف باختلاف التسميات المعتمدة فالنظريات الفلسفية و الاقتصادية القديمة اهتمت بتنمية البشر بهدف تحقيق الرخاء الاجتماعي، في الستينات برزت مفاهيم العمالة والإعداد المخطط و تكافؤ الفرص و التوزيع العادل للدخل وربط الإنفاق على التعليم بالإنفاق الاستثماري في المجتمع، حيث ترسخ الاعتقاد بأن زيادة الموارد المخصصة للب ارمج التربوية تشكل استخداما فعالا و عادلا للأموال العامة. الخ مع بداية السبعينات شهد العالم موجات كساد اقتصادي أثرت على الدول الصناعية و دول العالم الثالث و جاءت جهود التنمية مخيبة للآمال. فرغم ما أحرز من تقدم ملموس في ميادين كثيرة إلا أن الفقر و المرض ازد انتشا ار إضافة إلى سوء توزيع الثروة الذي صاحبه سوء توزيع الرفاهية في العالم. تجسدت هذه المرحلة بشكل واضح في نموذج سيرز Seers الذي يعتبر أن التنميةهي مكافحة مشاكل الفقرPoverty ، فإذا ازدت حدة واحدة أو أكثر من هذه المشاكل لا يمكن القول بوجود تنمية في تلك الدولة حتى لو تضاعف الدخل القومي و الفردي. احت ارم الذات و حرية الاختيار. نلاحظ خلال تلك الفترة أن مقولة "البشر هدف التنمية" قد اتضح أكثر، و إن بقي الأمر مقتص ار على توزيع الثمار المادية للتنمية، و الثقافية، و الترفيهية. غير أن هذا المسار الايجابي للفكر التنموي تغير في الثمانينات عن مساره، فقد تم التأكيد على سياسات الغيير . تبلور مفهوم التنمية البشرية بشكل كامل مع بداية التسعينات مع إصدارسلسلة تقارير التنمية البشرية من طرف برنامج الأمم المتحدة الإنمائى التي بدأت عام 1990. أخذت هذه التقارير تصدر تباعا، و في كل تقرير يتم إدماج مفاهيم جديدة للتنمية البشرية. مع تقرير التنمية البشرية عام 1994بدأ الاهتمام واضحا بمدى ارتباط التنمية البشرية بمفهوم التنمية المستدامة Sustainable Development، وتبرز هذه العلاقة من خلال الحاجة الماسة لإيجاد توازن بين حجم السكان وبين الموارد المتاحة من ناحية أخرى وبالتالي فهي العلاقة بين الحاضر و المستقبل بهدف ضمان حياة، و مستوى معيشة أفضل للأجيال القادمة، و الذي يحتاج إلى ربط قضايا البيئة بالتنمية بشكلمحدد و مستمر. وهي نتيجة للمزج بين منهجين للتنمية ، 2-2- مفهوم التنمية البشرية: يشير مفهوم التنمية البشرية إلى عمليّة متكاملة من التطوّر، وتهدف عمليّة التنمية للارتقاء بالشعوب من خلال زيادة قدرتهم على الإنتاج، وتمكين قد ارت المواطنين، وتوفير فرص ملائمة لاحتياجاتهم، كما يشير مفهوم التنمية البشريّة إلى مجموعة من العوامل التي تتكامل وتتكاتف لتحقيق أهدافها: كالعوامل الاقتصاديّة، وم ازولة العمل المناسب له، كما عملت   التنمية البشريّة على تزويده بالأد وات المناسبة، يمكن تعريف مصطلح "التنمية البشرية" على أنه توسيع للقدارت البشرية ، واتساع الخياارت ، وقد يتضمن مفهوم التنمية البشرية الحاجة إلى الزيادة في الدخل ، غير أنه لا يمكن مساواة التنمية البشرية بزيادة الدخل فقط. و إن كان نمو الدخل ضروري ، فكذلك الصحة والتعليم والبيئة المادية والحرية تحتاج إلى نفس الزيادة ، كما يجب أن تحتضن التنمية البشرية حقوق الإنسان والحريات الاجتماعية-الاقتصادية-السياسية -Socio-Eco . Politico Freedoms على أساس مفهوم التنمية البشرية. تم بناء مؤشر التنمية البشرية) HDI(. وهو بمثابة مقياس للتنمية أكثر إنسانية من قصر الامر على مقياس للنصيب القومي للفرد الواحد ذكر أول تقرير للتنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 1990 أن: "الهدف الأساسي للتنمية هو تهيئة بيئة مناسبة للناس للاستمتاع بحياة طويلة وصحية ومبدعة" ، كما حددت التنمية البشرية بأنها "عملية لتوسيع خيا ارت الناس "People’s Choices ، "وتعزيز القد ارت البشرية "Strengthen Human Capabilities بطريقة تمكنهم من أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة وكاملة. يحصل المرء على فكرة عن ثلاث قضايا حاسمة تتعلق بتفسير التنمية البشرية هى: - أ- حياة طويلة وصحية. ب- مستوى ثقافى لائق. جـ- والتمتع بمستوى معيشي مناسب . بالإضافة لهذه الخيا ارت الحاسمة الثلاثة للتنمية البشرية كعملية لتوسيع خيا ارتالناس ، هناك خيا ارت إضافية تشمل الحريات السياسية وحقوق الإنسان المضمونة الأخرى ومكونات مختلفة تخص احت ارم الذات. قد يظن البعض أن عدم وجود هذه الخيا ارت الثلاثة الأساسية يحجب أو يمنع العديد من الفرص الأخرى التي يجب أن يمتلكها الناس في توسيع خيا ارتهم، وبالتالي ، غالبا ما يتبادر إلى الذهن بخصوص مستوى الرفاه نصيب الفرد من الناتج المحلى GDP و الناتج القومي الإجماليGNP أى التركيز فقط على خيار واحد هو الدخل ، ومن ثم فهو مفهوم كلي، و عليه يمكن النظر إلى التنمية الاقتصادي كونها مجموعة فرعية من نموذج التنمية البشرية. في اقتصاديات التنمية التقليدية ، يُعني بالتنمية نمو الدخل الحقيقي للفرد الواحد، لكن فى وقت لاحق ، تم تعيين تعريف أوسع للتنمية يركز على الأهداف التوزيعية وبعبارة أخرى فقد أعيد تعريف التنمية الاقتصادية لتركز على الحد من الفقر والقضاء عليه و كذلك القضاء على عدم المساواة بين اف ارد المجتمع الواحد . و هذه النظرة "الموجهة نحو الناس" للتنمية تسمى التنمية البشرية Human قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) UNDP( بتطوير مفهوم مؤشر التنمية البشرية) HDI( في التسعينيات. جلب هذا المؤشرتغيي ارت ثورية ليس فقط في التنمية ، إن الهدف الأساسي للتنمية هو "توسيع القد ارت البشرية". تعكس قدرة الشخص على المجموعات المختلفة من الأعمال التي يمكن للمرء أن يحققها. ثم يعكس أن الناس قادرون على القيام أو الوجود ، لذا تصف القدرة حرية الشخص في الاختيار بين طرق الحياة المختلفة. وبالتالي فإن فشل القدرة يؤدي إلى الفقر والحرمان ، هذا المنظور للتنمية يشرح لماذا يركز اقتصاديو التنمية بشكل أكبر على التعليم والصحة. هناك العديد من الدول في العالم التي - على الرغم من ارتفاع مستويات نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي / الدخل الحقيقي - تعاني من ارتفاع معدل الوفيات ، ونقص التغذية ، وما إلى ذلك. هذه حالة تسمى "النمو بدون تنمية Growth Without Development ". يؤكد السيد P Todaro و S. C. Smith: " الدخل الحقيقي ضروري لكنه لا يحدد رفاهية الناس بشكل كافٍ، و يجب النظر إلى الصحة والتعليم ، بالإضافة إلى الدخل. هذا ما دفع أن تكون الفكرة الأساسية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي صياغة مبادرة التنمية البشرية كمقياس شامل للتنمية. وقد يأكد هذا على أن مؤشر التنمية البشرية المستخدم في تقارير التنمية البشرية لمقارنة مختلف البلدان في العالم قد صمم كبديل لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجماليGDP/ الناتج القومي الإجماليGNP، واليوم يعد هذا الإج ارء الأكثراستخدامًا لتقييم النتائج الإنمائية. يُقاس تحقيق التنمية البشريّة لشعب ما من خلال التطوّارت التي قد تط أر على الظ روف المعيشيّة فيه، ومن أهم مظاهر تحقيق التنمية البشريّة :- والقضاء على الفقر، - التعليم: يعتبر ارتفاع نسبة المتعلمين في مجتمع ما، وتقليل عدد الوفيات، وهذه من أهم المؤشّ ارت على تحقيق التنمية البشريّة - الاستقارر النفسي: ويعتبر الهدف الأساسي الذي تنظر التنمية البشريّة نحو تحقيقه، تتأثر التنمية البشريّة بالعديد من العوامل على النحو الآتي: - العوامل السياسيّة: وتتمثل في تحقيق الاستق ارر السياسي الذي يساعد على تحقيق مستويات أعلى من التنمية . - العوامل الاقتصاديّة: وتشير إلى إمكانيّات الدولة الاقتصاديّة، - العوامل السكّانية: وتتمثل في تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد البشريّة. - العوامل الصحّية: وتتمثل في تحسين مستويات الرعاية الصحيّة. الأوضاع الاجتماعية: وتتمثل في تحقيق المساواة الاجتماعيّة. - الأوضاع الإداريّة: وتتمثل في تطوير أساليب الإدارة بما يتناسب مع الحداثة ، والتجديد. الخبير الاقتصادي الباكستاني المعروف محبوب الحق نظر في أربع ركائز أساسية للتنمية البشرية هى : المساواة Equality ، الإنتاجية Productivity ، التمكين Empowerment . 2-5-1- المساواة Equality : إذا تم النظر إلى التنمية من حيث تعزيز القد ارت الأساسية للناس ، لضمان القد ارت المتعلقة بالمساواة أو الوصول إلى الفرص العادلة ، فإن الأمر الأساسي هو أن البنية المؤسسية المجتمعية تحتاج إلى أن تكون أكثر إيجابية أو تقدمية. وبعبارة أخرى ، وتدابير إعادة توزيع أخرى. يمكن معالجة التوزيع غير المتساوي للدخل من خلال مختلف سياسات الإنفاق الضريبي، كما إن التدابير الاقتصادية أو التشريعية التي تتعارض مع السوق الص رف قد تمكن الناس من توسيع قد ارتهم ومن ثم الرفاه. علاوة على ذلك ، لضمان المساواة الأساسية ، يتم استغلال المجموعات المحرومة من قبل "الأغنياء" لتعزيز مصالحهم الخاصة بدلاً من الأهداف الاجتماعية العامة ، ومن مظاهر عدم المساواة عدم الحصول على التعليم الأساسي بنفس الكفاءة . وبمجرد أن يتم فتح سبل الوصول إلى هذه الفرص بطريقة عادلة ، سيك ون بإمكان النساء أو الأقليات الدينية أو الأقليات العرقية إ ازلة العقبات الاجتماعية الاقتصادية للتنمية. 2-5-2-الاستدامة Sustainability : من الجوانب المهمة الأخرى للتنمية ويجب أن "تستمر طويلا". يركز مفهوم التنمية المستدامة على الحاجة إلى الحفاظ على القدرة الوقائية على المدى الطويل للمحيط الحيوي ، هذا يشير إلى أن النمو لا يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى ؛ هناك بالطبع "حدود للنمو. " في عام 1987 ، حدد تقرير لجنة برونتلاند التنمية المستدامة بأنها ". فإن ما له أهمية كبيرة هو تحقيق الهدف المتمثل في تحقيق المساواة بين الأجيال. عنصر آخر للتنمية البشرية هو الإنتاجية التي تتطلب الاستثمار في الناس. وقد عبر ثيودور دبليو شولتز Theodore W. Schultz ، الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل ، والطاقة ، والأ ارضي الزارعية، إن العامل الحاسم هو التحسن في جودة السكان. : Empowerment التمكين-4-5-2 إن تمكين الناس - وخاصة النساء - هو عنصر آخر من مكونات التنمية البشرية . وبعبارة أخرى ، تتطلب التنمية البشرية الحقيقية التمكين في جميع جوانب الحياة. يعني التمكين وجود ديمق ارطية سياسية يتخذ فيها الأشخاص أنفسهم الق ارارت المتعلقة بحياتهم ، وبموجبه تمتع الناس بقدر أكبر من الحريات السياسية والمدنية ويظلون أح ارار من الضوابط واللوائح المفرطة. يشير التمكين إلى تطبيق اللامركزية في السلطة بحيث يتم جني ثمار الحكم من قبل جميع الشعوب. والتمكين يركز على المشاركة الشعبية التي تعزز الديمق ارطية من خلال منح الفرص للفئات المحرومة ، المشاركة كهدف هي ميزة لاست ارتيجية التطوير "من أسفل إلى أعلى" بدلاً من "من أعلى لأسفل". وعلاوة على ذلك ، لكن فوائد التنمية يجب أن تكون "حساسة لنوع الجنس-gender ." sensitive إن التمييز ضد الم أرة في الصحة والتعليم مكلف للغاية من وجهة نظر تحقيق الأهداف الإنمائية. يمكن أن يؤدي تعليم الم أرة إلى انخفاض الخصوبة ، وفرص تعليمية أكثر ، وقبل كل شيء ، مع ارتفاع تعليم الم أرة ، تزدادأيضا استقلالية الم رأة في اتخاذ خيا ارتها الخاصة. فإن اللامركزية والمشاركة تمكّن الناس ، وخاصة النساء والفق ارء ، ثم يكسر "فخ الحرمان". و يأكد محبوب الحق: "إذا استطاع الناس ممارسة اختيا ارتهم فيالمجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وفى العمل وهو من الوسائل المستخدمة في تعزيزِ دور الموظفيّن في اتخاذ الق ارارت الجماعيّة ضمن المنشأة، كما يعرفُ التمكين بأنّه منح العامليّن سلطةً مؤقتةً، أو دو اًر وظيفيّاً لإبداء آ ارئهم حول طبيعةِ العمل، ويؤدّي ذلك إلى جعلهم قادرين على التأثيرِ على النتائج النهائيّة، مع الحرص على أن يحافظ على تطور أدائه، 2-5-4-1-أُُسس التمكين 2-5-4-1-1- المهاارت الكافية: هي كافة المها ارت المعرفيّة والعلميّة التي تتوفرُ عند الموظفيّن، وتجعلهم قادرين على القيام بالعمل المطلوب منهم بأسلوبٍ مناسبٍ ، وكلما كانت خب ارت الموظفيّن كافية كلما ساهم ذلك في زيادةِ تمكينهم من القيام بأدوارهم الوظيفية بنجاح. وكلما كانت المعلومات الواردة في وسائل الاتصالات دقيقةً، كلما أدى ذلك إلى تعزيزِ تمكين جميع العاملين في المنشأة من تنفيذ المهام المطلوبة منهم . والموظفين، وكافة العامليّن في مختلف قطاعات العمل داخل المنشأة؛ إذ يؤدي الاهتمامُ المتبادل بين الجميع بنجاح، 2-5-4-1-4-الحوافز : هي مجموعة من الوسائل المعنويّة، والماديّة التي تحرصُ الإدارة في الشركات على توفيرها للموظفين، حتى يتمّ تمكينهم من تحقيق النجاح في وظائفهم، واستم ارريّتهم في العمل بكفاءةٍ، ممّا يؤدّي إلى تشجيعهم على تحمّلِ مس ؤولية عملهم، ورفع معنويّاتهم للاستم ارريّة في تطوير العمل. 2-5-4-1-5- تعزيز دور فرق العمل: هو من المتطلبات الأساسيّة لنجاح التمكين، والذي يعتمدُ على دمجِ الموظفيّن ضمن بيئة العمل، من خلال الاعتمادِ على توفير است ارتيجياتٍ تساعدهم على تشكيل فرق العمل، والتي تقومُ على دعم اتخاذ القارارت التي تعتمدُ على التعاونِ بين أعضاء الفريق، من أجل تمكينهم من الوصول للق ارارت الصحيحة . 2-5-4-1-6-التوجيه: هو دور المد ارء في متابعة الموظفين من خلال تحديد صلاحيّاتهم، ثمّ تمكينهم من العمل ضمنها بحريّةٍ، ولكن مع ضرورةِ الت ازمهم بالقواعد والنظام الوظيفيّ الخاص بالمنشأة. 2-5-4-1-7-القيادة الإداريّة: هي السلطة التي تقومُ بمنحِ الموظفيّن تفويضاً من أجل تمكينهم من اتخاذ ق اررٍ ما، مع الحرص على متابعةِ مدى قدرتهم على الوصول إلى الق ارر الصحيح، وعند الفشل في اتخاذِ الق ارر تقوم القيادة الإداريّة بتمكين الموظفين عن طريق توفير الوسائل، والأدوات المساندة لهم. 2-6- تقرير التنمية البشرية Human Development Index ( HDI )تقريرالتنمية البشرية هو تقرير من سلسلة تقارير يصدرها سنويا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP و بدأ اصدار هذا التقرير في عام 1990 . أنواع تقارير التنمية البشرية: تقارير التنمية البشرية التي تصدرها الأمم المتحدةأنواع : عالمية، إقليمية، وطنية : - 2-6-1-التقرير العالمى للتنمية البشرية :هو تقرير يبين واقع التنمية البشرية في العالم و يشمل كل بلدان العالم ، و يتيح امكانية المقارنة العالمية. و ذلك بدعم من المكاتب الإقليمية التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، و التغير المناخى في آسيا، ومعاملة الأقليات العرقية في أوروبا الوسطى و عدم المساواة وأمن المواطنين في امريكا اللاتينية والبحر الكاريبي . و تتضمن هذه التقارير تحاليل و توصيات على صعيد السياسة العامة. ومنذ ذلك الحين، تصدر التقارير الوطنية في 140 بلدا تقوم باعدادها فرق محلية بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي . و تتناول هذه التقارير اهتمامات الدول على صعيد السياسة العامة من منظ ور التنميةالبشرية، وذلك من خلال استشا ارت وأبحاث تجرى على الصعيد المحلى وتغطي هذه التقارير قضايا إنمائية أساسية مثل التغير المناخى، 2-7- مواضيع تقارير التنمية البشرية منذ التقرير الأول 1990-2016 - تقرير عام 1990 بعنوان : مفهوم التنمية البشرية وقياسها. - تقرير عام 1991بعنوان : تمويل التنمية البشرية. - تقرير عام 1992 بعنوان : الأبعاد العالمية للتنمية البشرية. - تقرير عام 1995 بعنوان: التنمية البشرية و المساواة بين الجنسين . - تقرير عام 1996بعنوان : النمو الاقتصادي والتنمية البشرية. - تقرير عام 1998 بعنوان: التنمية البشرية و الاستهلاك. - تقرير عام 1999 بعنوان: العولمة بوجه إنساني. - تقرير عام 2000 بعنوان : حقوق إلانسان والتنمية البشرية. - تقريرعام2002 بعنوان : تعميق الديمق ارطية في عالم مفتت. - تقرير عام 2003 بعنوان: أهداف التنمية للألفية : تعاهد بين ألامم الإنهاء الفاقة البشرية. - تقرير عام 2004 بعنوان : الحرية الثقافية في عالمنا المتنوع . - تقرير عام 2006 بعنوان : ما هو أبعد من الندرة: القوة والفقر وأزمة المياه العالمية. - تقرير عام 2007/2008 بعنوان : محاربة تغير المناخ : التضامن الإنسانيفي عالم منقسم. - تقرير عام 2009 بعنوان : التغلب على الحواجز: قابلية التنقل البشري والتنمية . - تقرير عام 2010بعنوان: الثروة الحقيقية للأمم: مسا ارت في التنمية البشرية. - تقرير عام 2011 بعنوان: الاستدامة والانصاف: مستقبل أفضل للجميع . - تقرير عام 2013 بعنوان: نهضة الجنوب: تقدم بشري في عالم متنوع . - تقرير عام 2015 بعنوان : العمل من أجل التنمية البشرية. - تقرير عام 2016 بعنوان : تنمية للجميع. 2-8- مؤشارت قياس التنمية البشرية 2-8-1- مؤشر التنمية البشرية Human Development Index ( HDI ) يعد مؤشر التنمية البشرية) HDI( أداة إحصائية تستخدم لقياس الإنجاز الكلي لبلد ما في أبعاده الاجتماعية والاقتصادية. تستند الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للبلد على صحة الناس ومستوى تحصيلهم التعليمي ومستوى معيشتهم. عالم الاقتصادي الباكستاني محبوب الحق دفع بمبادرة التنمية البشرية في عام 1990 والتي تم استخدامها لقياس تطور البلاد من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) UNDP( 1-8-1-1- المستوى الصحي : يمكن قياسه من خلال مؤشر العمر المرتفع عند الولادة، أومعدل وفيات الأمهات ، غير أن المتغير الذي استخدم للتعبير عن المستوى الصحي لأي بلد ولحساب HDI والمستعمل في تقارير التنمية البشرية هو العمر المتوقع عند الولادة . حيث أن م ازيا مختلفة مثل التغذية الكافية والصحة الجيدة ترتبط ارتباطا وثيقا بارتفاع العمرالمرتفع عند الولادة. 1-8-1-2- المستوى التعليمي : المؤشر الذي تم اختياره يعبّر عن اكتساب المعرفة في تقرير التنمية البشرية لسنة 1990 هو نسبة السكان الملمين بالق ارءة والكتاب وقد تم تحديد قيمة عظمى لهذه النسبة ب100 . %غير أنه تم تعديل هذا المؤشر في 1991 حيث تم إضافة متوسط عدد سنوات الد ارسة إلى معدل معرفة الق ارءة والكتابة بين البالغين مع ترجيح الأول نسبة الثلث 3/1 والثاني نسبة الثلثين3/2. في 1995 تم تعويض متوسط عدد سنوات الد ارسة بنسبة الد ارسة في ثلاث مستويات )الابتدائي، الثانوي و العالي(، و قد تم تحديد مجال لهذه النسبة حيث تقدر القيمة الدنيا بـ صفر% و القيمة العظمى بـ 100% . 1-8-1-3- مؤشر مستوى المعيشة : إن المؤشر المستعمل للتعبير عن مدى حيازة الفرد للمواد اللازمة لتحقيق مستوى معيشي لائق هو نصيب الفرد من الدخل المحلي الإجمالي الذي خضع الكثير من التعديلات، وحاليا تم اعتماد مؤشر متوسط الدخل الفردي الحقيقي المعدل بالقوة الشارئية المعادلة للدولار، وهذا لتفادي اختلافات أسعار الصرف والرسوم الجمركية والض ارئب التي تجعل من الصعب أن يعبر متوسط الدخل الفردي الحقيقي عن الفروق بين الدول المختلفة في القدرة الش ارئية . على العموم يمكن تلخيص القيم العظمى و الدنيا لمكونات مؤشر التنمية البشرية في الجدول التالي: - القيم الدنيا القيم العظمى المكونات 25 85 العمر المتوقع عند الميلاد ) سنوات ( صفر 100 معدل القارءة والكتابة بين البالغين % ) ( صفر 100 المعدل الإجمالى للقيد فى التعليم ) % ( 100 40000 نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى)PPA ( 2-9- طريقة حساب مؤشر التنمية البشرية بعد أن تعرفنا على المتغي ارت التي تعبر عن العناصر الثلاثة للتنمية البشرية، و الحد الأقصى والحد الأدنى لكل متغير، 2-9-1-مؤشر المستوى الصحى A = الحد الفعلى للعمر المتوقع عند الميلاد – الحد الأدنى للعمر المتوقع عند الميلاد الحد الأقصى للعمر المتوقع عند الميلاد – الحد الأدنى للعمر الفعلى عند الميلاد 2-9-2- المستوى التعليمي D : حساب مؤشر التحصيل العلميّ (D) ، هما: القيد الإجماليّ للتعليم، 0 مستويات القارءة والكتابة C = الحد الفعلى لمستوى القارءة – الحد الأدنى لمستوى القارءة الحد الأقصى لمستوى القارءة – الحد الأدنى لمستوى القارءة بوزن مرجح يبلغ 67, 0 المستوى التعليمى B+2 C = D 3 2-9-3- مؤشر مستوى المعيشة E = الحدّ الفعلي للأجور - الحد الأدنى للأجور الحدّ الأقصى للأجور - الحد الأدنى للأجور 2-9-4- مؤشر التنمية البشرية A+D+E = HDI 3 تصنيف الدول حسب دليل التنمية البشرية 80, 0 فأكثر تنمية بشرية مرتفعة جدا 799 -0, 70 تنمية بشرية مرتفعة 0, 699 0, 550 تنمية بشرية متوسطة أقل من 0, 550 تنمية بشرية منخفضة 2-10- الانتقادات الموجهة لمؤشر التنمية البشرية من أهم سلبيات هذا المقياس هو بساطته الشديدة التي يفتقد معها الوصول إلى فهم أشمل لمستويات الرفاهية الإنسانية و تغي ارتها، وذلك نظ ار لإغفاله عددا من المؤش ارت المعبرة عن الجوانب المختلفة للرفاهية الإنسانية، هذا فضلا عن السلبيات التي تحيط بالمؤش ارت الثلاث، فمثلا دليل العمر المتوقع عند الولادة، لا يعبر بالضرورة عن مدى سلامة الصحة البدنية، والنفسية للأف ارد، و مدى مساهمته في إكساب الأف ارد المعرفة ، أما فيما يخص نصيب الفرد من الإنتاج الإجمالي فهو دليل مشكوك في دقته عند الأخذ في الحسبان عدم العدالة في توزيع الدخل. يغفل هذا المؤشر جوانب أخرى، تعتبر ذات أهمية كالحرية، الشعور بالأمن، وانعدام التمييز بسبب الجنس أو الدين أو العرق، و كذلك مدى الاهتمام بالبيئة. 2-11- تعريف مؤشر التنمية البشرية المرتبط بنوع الجنس Gender بالرغم من أن المساواة بين الرجل والمأرة إحدى الركائز الأساسية للتنمية البشرية كما ذكر الدكتور محبوب الحق ، إلا أن موقع المأرة لا ازل دون مستوى الرجل في معظم المجتمعات الإنسانية المتقدمة والنامية على حد سواء فرغم الجهود التي بذلها برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فإن مؤشر التنمية البشرية ظل عاج از عن الأخذ بعين الاعتبار الفروقات بين الذكور والإناث، وهذا ما تطلب قياس حساسية مؤشر التنمية البشرية لهذه الفروقات، وعليه فقد ظهر في تقرير التنمية البشرية سنة 1995 مؤشرين يأخذان بعين الاعتبار هذه الفروقات هما:- 2-11-1-مؤشر التنمية المرتبط بنوع الجنسGender Development . Index (GDI) يقيس هذ المؤشر الانجاز الذي تم تحقيقه من حيث الأبعاد الأساسية الثلاثة التي يقيسها مؤشر التنمية البشرية(HDI ) وهي: المستوى الصحي ،