غير أن القماش بات يأتي الآن عبر الخليج العربي . فقد شكلت القوة البحرية الكبيرة للقواسم تحديا قويا للأسطول البريطاني . ووفقا للتقارير الواردة من ذلك الوقت ، كانت القوة البحرية للقواسم في ذروتها تتألف أكثر من 60 سفينة كبيرة يمكنها أن تحمل ما يزيد على 15000 جندي . كان اندلاع الصراع أمرا حتميا بين هاتين القوتين . من كان القواسم يعتبرون مياه الخليج العربي جزءا من مياههم الإقليمية ، وبالتالي كان من حقهم بسط سيطرتهم عليها وفرض " ضرائب " على السفن التي كانت تعبر تلك البحار . كان آل نهيان قد وطدوا سلطتهم في أبوظبي حيث أصبح قصر الحصن مركزا لأنشطتهم الاقتصادية ، بالإضافة إلى كونه مقرا لحكمهم . كان البريطانيون حريصون على توسيع سيطرتهم على الطرق البحرية الواصلة إلى الهند ، وقد أدركوا أن ازدياد القوة الاقتصادية لكل من آل نهيان والقواسم تهدد مخططاتهم التوسعية . زعموا أن الأعمال التي يقوم بها القواسم في البحر يمكن إدراجها تحت بند " القرصنة " . يقدم البحث المفصل الذي كتبه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى ، حاكم الشارقة -حفظه الله- اليوم ، جوابا كافيًا ووافيا عن تلك المزاعم البريطانية . فقد قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بالتحقيق في العديد من المستندات والوثائق المحفوظة في مدينة مومباي " بومباي " والتي تثبت بالدليل القاطع أن تصوير القواسم كقراصنة كان مجرد " خرافة " ابتدعها البريطانيون واستخدموها لتبرير محاولاتهم للسيطرة على التجارة في منطقة الخليج العربي .