لكي نعرف الأثر العظيم الذي أحدثته الثورة الفرنسية في الفنون يجب أن ننظر قليلًا في حالة الفنون الفرنسية في القرن الثامن عشر. فإن «رجال الفن الذين لم يكونوا أعضاء بهذه الأكاديمية أو منتسبين إليها لم يؤذن لهم بعرض رسومهم للجمهور، بل أعضاء الأكاديمية أنفسهم لم يكن لهم أن يعرضوا رسومهم في مكان آخر غير الأكاديمية، فهذه الأكاديمية الفرنسية أخرت الفنون بدلًا من أن ترقيها، ولذلك لما جاءت الثورة أذنت «الجمعية الوطنية» لجميع رجال الفن سواء أكانوا أعضاء أم غير أعضاء بالأكاديمية أن يعرضوا رسومهم، وهذه الأرقام تدل القارئ على أن ما نحسبه نظامًا مفيدًا قد يكون تقييدًا مضرًّا، وتأسس متحف في اللوفر لجميع التحف الفنية. وبينما كان الرعاع يهدمون الآثار الفنية، وكانت النزعة الفاشية في الفنون مدة الثورة تنحو نحو القدماء وتستوحي الإغريق والرومان، وكان الميل إلى الرومان أكثر من الميل إلى الإغريق، ويعد «دافيد» الذي ولد سنة ١٧٤٨ وتوفي سنة ١٨٢٥ من أحسن من يمثل تأثير الثورة في الفنون. ولذلك فإنه كان يختار لرسومه موضوعات قديمة. وعاد إلى باريس فكان من حزب روبسبير،