تُعدّ نظرية فرويد المحورية في فهم نمو الطفل وشخصيته وسلوكه واضطراباته، مؤثرةً على المعارف النفسية والاجتماعية حتى اليوم. تنطلق من تحليل طفولة مرضاه الراشدين العصابيين، فالعصاب يُعتبر تحويلاً نفسياً ناتجاً عن صدمات طفولية متراكمة. يهدف التحليل النفسي لبناء الماضي الطفولي لكشف الخلافات المكبوتة والمؤجلة، عبر آليات كبح الرغبات. بنى فرويد نظريته على تطور الجهاز النفسي، متضمناً وجهة نظر حيوية (الشعور، اللاوعي، الغرائز كالليبدو والعدوان، ومبدأ اللذة)، وجهة نظر اقتصادية (الطاقة الليبيدية، والآليات الدفاعية)، ووجهة نظر طوباوية (الهو، الأنا، والأنا الأعلى). اعتمد فرويد على التكوين النفسي عبر الإشباعات، مفسرًا الاضطرابات المرضية بعمليتي التثبيت (التي تحد من حركة الغريزة) والنكوص (التراجع لمراحل قبلية). أثبتت النظرية التعارض بين غرائز الحياة والموت، مُوسّعةً لاحقاً من قبل أبرامهام وكلاين. قسّم فرويد النمو الجنسي العاطفي في الطفولة لمراحل: الفمية (0-12 شهرًا، حيث الفم هو مصدر الغريزة)، الشرجية (1-3 سنوات، التحكم في الإخراج)، القضيبية (3-4 سنوات، التركيز على الأعضاء التناسلية)، وعقدة أوديب (5-6 سنوات، العلاقة مع أحد الوالدين). لم يُولي فرويد اهتمامًا كبيرًا للمراهقة، فبناء النفس يعتمد على النمو النفسي في الطفولة.