فما أسوأ ألا تستجيب النفوس لهذا الأمر ! خاصة وأن تحريم الخمر الإسلام لم يأت دفعة واحدة، بل جاء عبر مراحل وخطوات تمهيدية: العلاج الأمراض الناجمة عنها والمتغلغلة في حنايا النفوس وخلايا الجسد. وهذا من الحكمة التي انتهجها الإسلام في معالجة الأمراض الاجتماعية، فبدأ بتنفير الناس من الخمر بطريق غير مباشرة في الخطوة الأولى لتحريمه، وذلك حين أنزل الله تعالى : ومن ثمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَبِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يعْقِلُونَ (النحل : ٦٧. وهي تتضمن تنميخا إلى ضرره مع وجود منافع اقتصادية للتخيل والأعناب، وتنفيرهم بشكل مباشر من الخمر. عن طريق الموازنة بين تفعها المادي الضئيل وضررها الجسدي والروحي الكبير بنزول الآية الكريمة يَسْتَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نفْعِهِما النقرة ١٠٠٠. فهي تفقد شاربها القدرة على التركيز والتوجه في أثناء إقامة فريضة الصلاة فنزلت الآية الكريمة يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَوَةَ وَأَنتُمْ سُكَرَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ السا وبعد ذلك جاءت الخطوة الحاسمة، وهي التحريم القطعي للخمر وفي جميع الأوقات،