المحور الرابع: أبرز أساليب الكتابة المسرحية: حيث تؤدى الأحداث من خلال شخصيات وليس عبر السرد المباشر.  لا يجب أن يموت البطل في نهاية القصة ولكن يجب أن يحدث له تغيير جذري في الحظ أو الثروة مثلًا. بالإضافة إلى ذلك يجب أن يعرف البطل في النهاية علي شيء أو تكشف له بعض الأسرار أو الأقدار والإرادة الإلهية. “روميو وجولييت” – وليم شكسبير: كان أرسطو هو أول من نظر للمسرح وقد وصف الكوميديا بأنها تعالج عيباً أو قبحاً لا يسبب ألماً ولا ضرراً. وهي تصور أناساً أقل من المتوسط وهي بذلك عكس التراجيديا التي تصور أناساً أفضل من الناس العاديين. وربما استطعنا تعريف الكوميديا بأنها تهدف إلى إمتاع وتسلية الجمهور عن طريق تقديمها لمواقف وشخصيات وأفكار غير مألوفة. نجد أن الكوميديا تهدف إلى نوع آخر من التطهير عن طريق الإضحاك والتسلية حتى يتحقق لها المساهمة في المحافظة على توازن وترشيد الإنسان، لكي تذكرنا بجوانب ضعفنا الإنساني. والكوميديا تقوم على العقل – الذكاء – والحكمة. وشخصياتها – على العموم – تستمد من التجربة والملاحظة، ولكنها تسهل إلى حد ما التخصيص. ولذلك فإنها غالبا ما تكون أنماطاً أو رسومات كاريكاتيرية لبعض الأشخاص. وهذه الشخصيات في الغالب غبية ومضحكة وبهذا الشكل نجدها تقترب من التهكم حيث تفاهة البناء أو تفاهة التوتر المصطنع تطغى على بساطة المشاعر الإنسانية الطبيعية. مما يجعلها أكثر قبولًا وفهمًا لدى الجمهور. بعض نمادج الكوميديا الاجتماعية: الذي يسيطر عليه حب المال لدرجة أنه يضحي بسعادة أسرته. كالفساد السياسي، وتدهور القيم الاجتماعية. المسرح العبثي: ظهر المسرح العبثي في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، في أعقاب الحرب العالمية الثانية التي تركت آثارًا نفسية واجتماعية عميقة. مما دفع المفكرين والفنانين إلى التساؤل عن معنى الحياة ودور الإنسان في عالم مليء بالفوضى. هذا النوع من المسرح كان في جوهره رفضًا للأشكال التقليدية التي تعتمد على بناء حبكة متماسكة وتطوير الشخصيات بعمق نفسي. في المسرح العبثي، حيث تغيب القدرة على التواصل بين الشخصيات وتصبح الحوارات غير منطقية. يعبّر هذا المسرح عن غموض الحياة و العبثية التي تصاحب سعي الإنسان للعثور على هدف أو معنى في حياته. في كتاب “المسرح والعبث”، يُعرَّف المسرح العبثي كنوع من الدراما من خلال هذا النوع من المسرح، يظهر الإنسان في مواجهة مع عالم غير مفهوم، بدلًا من تقديم أحداث مترابطة، يعرض المسرح العبثي لحظات عشوائية وغير مفهومة، ويظهر الشخصيات التي تعيش في عالم غير عقلاني يتسم بالفراغ الوجودي. حيث لا تحقق الكلمات التواصل الكامل بين الشخصيات، بل تصبح أداة لتمثيل العجز عن التواصل الحقيقي. ما يعكس القلق الوجودي والتوترات الناتجة عن محاولة إيجاد معنى أو هدف في عالم يتسم بالعبثية. “ في انتظار غودو” – صمويل بيكيت: الذي لا يصل أبدًا. “ الكراسي” – أوجين يونسكو: مما يعكس العجز الإنساني عن التواصل. المسرح الملحمي: التي طورها برتولد بريخت، اعتمدت على مبدأ رئيسي هو التغريب، يصبح الجمهور قادرًا على التفكير بعقلانية في القضايا المطروحة بدلًا من الانغماس العاطفي. التغريب ليس مجرد تقنية واحدة، بل هو نظام متكامل يشمل عدة أدوات فنية. كما يتم استخدام السرد والتعليقات النصية على المسرح لتوضيح الأحداث وتقديم تفسير نقدي. علاوة على ذلك، بخلاف المسرح الأرسطي الذي يتبع تسلسلًا درامياً خطياً يقود إلى ذروة عاطفية، يقدم المسرح الملحمي الأحداث في شكل لوحات منفصلة أو سرد غير خطي. بدلًا من أن تكون ديناميكية ذات أبعاد نفسية معقدة، الهدف ليس تقديم تجربة غامرة بل تحفيز المشاهد على إدراك العلاقات الاجتماعية والسياسية الكامنة خلف الأحداث. مما يقلل من تأثير الإيهام البصري. كما يتم توظيف الموسيقى والأغاني كوسائل للتعليق الفكري على الأحداث، بدلًا من إثارة العاطفة. اجتماعيًا وسياسيًا، اعتقد بريخت أن المسرح يجب أن يكون أداة للتغيير، يُظهر للجمهور الظلم الاجتماعي ويحفزهم على التفكير في حلول للقضايا المطروحة. بل كان يسعى لجعل الجمهور يغادر المسرح بوعي ناقد ومسؤولية تجاه ما يحدث في العالم من حوله. من أبرز الأمثلة على المسرحيات الملحمية مسرحية “الأم شجاعة وأبناؤها”، التي تتناول العدالة الاجتماعية وقيم الإنصاف والإنسانية. تظل نظرية المسرح الملحمي ذات صلة وثيقة، حيث يلهم هذا النهج المسرحيين لمواجهة تحديات مثل التغير المناخي، والعدالة الاجتماعية، مما يجعل المسرح أكثر من مجرد ترفيه، “ حياة غاليلو” – برتولد بريخت: