على أثر هذه الحرب وقع حلف الفضول في ذي القعدة في شهر حرام، وأسد بن عبد العزى وزهرة بن كلاب، فاجتمعوا في دار عبد الله بن جُدْعان التيمي؛ فتعاقدوا وتعاهدوا على ألاَّ يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها، وشهد هذا الحلف: رسول الله صلى الله عليه وسلم‏، ‏ وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة‏:‏ ‏«‏لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم، وهذا الحلف روحه تنافي الحمية الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها، ويقال في سبب هذا الحلف‏:‏ إن رجلًا من زُبَيْد قدم مكة ببضاعة، واشتراها منه العاص بن وائل السهمي، فاستعدى عليه الأحلاف عبد الدار ومخزومًا، فعلا جبل أبي قُبَيْس، ونادى بأشعار يصف فيها ظلامته رافعًا صوته، فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب، وقال‏:‏ ما لهذا مترك‏؟‏ حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في حلف الفضول، ثم قاموا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه حق الزبيدي‏.