بدأ الاحتلال الروماني للمغرب سنة 146 ق.م بعد سقوط قرطاجة، متحولةً إلى مقاطعة "إفريقيا". تَلاهُ احتلال نوميديا (الشرقية) سنة 46 ق.م، مُشكّلةً "إفريقيا الجديدة"، ثمّ توحّدت المقاطعتان في عهد أغسطس باسم "إفريقيا البروقنصلية". بعد ذلك، سقطت موريطانيا سنة 42 م، مُقسّمةً إلى مقاطعتي "موريطانيا القيصرية" (عاصمتها قيصرية) و"موريطانيا الطنجية" (عاصمتها طنجة). كانت إفريقيا البروقنصلية تمتد من وادي أمبساجا غربًا إلى السرت الكبير شرقًا، عاصمتها قرطاجة. انفصلت عنها نوميديا سنة 198م، مُشكّلةً ولاية مستقلة عاصمتها لمباز، ثمّ انقسمت إلى نوميديا الكيرتية (قسنطينة) ونوميديا العسكرية (لمباز) سنة 303م، كما انقسمت إفريقيا البروقنصلية إلى زغوان (قرطاجة)، البيزاسيوم (سوسة)، وطرابلس (لبدة). أُعيد توحيد نوميديا سنة 314م عاصمتها قسنطينة. حدود موريطانيا القيصرية: شمالًا البحر المتوسط، غربًا وادي الملوية، شرقًا وادي أمبساجا، وجنوبًا امتدت إلى منطقة السهوب والصحراء (قلعة دميدي). قُسّمت سنة 198م إلى موريطانيا السطيفية (سطيف) وموريطانيا القيصرية. امتدّ خط الليمس (الحدود الجنوبية) بموريطانيا الطنجية من سالا شمالًا إلى وليلي جنوبًا. شهدت المقاطعات الرومانية اضطرابات في أواخر القرن الثالث، مُؤثّرةً على خطوط الليمس، بدءًا بموريطانيا الطنجية في عهد ديوقليسيانوس. اعتمد الرومان سياسة توسع تدريجية جنوبًا، بمصادرة أراضي القبائل، وتوسيع الأراضي الزراعية، وشقّ خط الليمس، وذلك بإنشاء تحصينات عسكرية، ومعسكرات دائمة كفرقة أوغستا الثالثة (مقراتها: حيدرة، تبسة، لمباز)، واستعانة بفرق عسكرية مساعدة، وإنشاء شبكة طرق تربط لبدة، قرطاجة، وطنجة.