تُعدّ ظاهرة المخدرات من أخطر التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات والدول على مختلف المستويات. فهي تُمثّل تهديدًا متعدد الأبعاد يُؤثّر على البنى الاجتماعية والصحية والاقتصادية والسياسية والأمنية للمجتمعات. ورغم أن المخدرات تبدو في البداية مشكلة اجتماعية وصحية، إلا أن آثارها وتداعياتها تتجاوز هذا النطاق لتُشكّل تحديًا استراتيجيًا للأمن القومي والاستقرار المجتمعي. وتطور شبكات التهريب والاتجار، وتنامي الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، أصبحت ظاهرة المخدرات معضلةً مُعقّدة تتطلب مناهج تحليلية متعددة التخصصات لفهم أبعادها وتداعياتها. وبصفتها مشكلةً اجتماعيةً وسياسيةً، تُؤدّي المخدرات إلى مجموعةٍ مُتنوّعةٍ من الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تتشابك وتتفاعل مع بعضها البعض.للمخدرات تعريفاتٌ مُتعدّدةٌ ومُتنوّعة، فإنّ المخدر هو مُخدّر يُسبّب النوم أو النعاس أو فقدان الوعي مع تسكين الألم. فالمخدرات هي فئةٌ من المُركّبات التي تُسمّم الجهاز العصبي وتُسبّب الإدمان. لا تُستخدم هذه المواد إلا من قِبل الأفراد المُصرَّح لهم، ويُحظر إنتاجها أو الاتجار بها أو زراعتها إلا بترخيص قانوني.لا تنتمي جميع المركبات المُسبِّبة لفقدان الوعي والتخدير إلى نفس النوع، بل تُصنَّف إلى ثلاث فئات بناءً على مصادرها وأنواعها: المخدرات الطبيعية،