وكان يبتدئ عامه الأزهريَّ مصممًا على أن يتأهَّب للامتحان، فالأمر كله إلى الحظ أيها الأصدقاء؛ ويستمتع بتفصيل هذا الحديث كما يستمتع بلذاته نفسها أو أكثر مما يستمتع بلذاته نفسها. ويُرسل الضحك ثم يُمسكه، وكان يقول في نفسه: لو عرف هؤلاء الرجال مقدار ما أسمع لهم وما آخذ عنهم لاجتنبوا أن يُديروا مثل هذه الأحاديث بمحضرٍ من الصبية الناشئين. وكان صاحبَ لذةٍ بأدق ما تؤدي هذه الكلمة من معاني الاستجابة للحس والطلب لهذه المُتع القريبة التي لا تحتاج إلى رقة نفس ولا إلى دقة عاطفة ولا إلى صفاء ذوق. وزهد في زوجه الفلاحة، فإذا خرج لم يذهب إلى حيث يرضي حاجة أو يَشفي علة، وتفرق عنه أصدقاؤه مع الصيف، فلما عاد إلى أهله أنكروه، فعادت إليه نفسه الفلاحة المتهالكة على اللذات، فلما استقرَّ هذا كله — أو اضطرب — في جوفه عاد إلى أهله فائرًا ثائرًا،