كما سعى الإنسان كذلك إلى العمل على استجلاء وفهم أسرار ومكونات الطبيعة البشرية، وكذا الاختلافات والفروق القائمة بين الأجناس البشرية من حيث العرق، وسعى لتقديم إجابات وحلول لها، خصوصا في فترة ما بعد عصر النهضة الأوربية وتحديدا في الفترة التي تشكل فيها علم الأنثروبولوجيا واكتسب الصبغة الأكاديمية، فكان ما يدرجه البريطانيون تحت مسمى الأنثروبولوجيا الاجتماعية، يضعه الأمريكيون تحت عنوان الأنثروبولوجيا الثقافية، ​وظل الوضع في البلدان الأوربية حول هذه المسألة الاصطلاحية يختلف من قطر إلى آخر تبعا لاختلاف المصالح القومية، فقد ذكر "جون بوارييه" حول مصطلح"أنتروبولوجيا" أنها أول ما ظهرت كانت لدى علماء الطبيعة من خلال كتاباتهم إبان القرن الثامن عشر وكانت تعني تتبع ودراسة مسار التاريخ الطبيعي للإنسان، حيث يرى أن أول من أدخل كلمة" أنثروبولوجيا" هو " جوهان بلومينباخ" عالم الطبيعة الألماني للمقررات الجامعية الخاصة بتدريس التاريخ الطبيعي للإنسان، كما كان قد أشيع استخدام مصطلح أنثروبولوجيا مع الفيلسوف الألماني "ايمانويل كانط" من خلال منشوره "الأنتروبولوجيا" من منظور علمي. ) مع التركيز على ما يحدث ويقع في هذه البيئات من تحولات وتغيرات عندما يتم هيكلتها إلى مجتمعات ودول جديدة، وكذا الجانب الاجتماعي خصوصا فيما يتعلق ببروز الطبقات الاجتماعية، كما يهتمون بدراسة المشاكل المتصلة بالأعراق والانتماءات العشائرية والقومية للأقليات، ( ) وإذا أمعنا النظـر في مصطلح "Anthropologie" الفرنسي، و" Anthropology" الانجليزي. وهذا الأمر الأخير يستوجب علينا علميا ومنهجيا استقراء المعاجم الغربية من أجل الحصول على مدلول كلمة "أنتربولوجيا". ​أما في اللغة الانجليزية فقد ظهر اصطلاح "أنثربولوجيا" عام 1655 في كتاب مجهول المؤلف والذي كان تحت عنوان "Anthropology abstracted" وكان الموضوع الرئيسي للكتاب هو الطبيعة البشرية، ) ​وبالتالي فمصطلح أنثربولوجيا هو تعريب لكلمة l anthropologie الفرنسية،