نبذه تاريخيه عن ما وراء المعرفة : يمر بها، لأنها تنطوي على وعي، وفطنة ومعرفة الفرد بكل ما يدور داخله من مشاعر وأفكار وأحاسيس كما يقول أفلاطون "حينما يفكر العقل فإنه يتحدث إلى نفسه" ولاحظ جون لوك أن معظم الأطفال تنمو لديهم القدرة على التأمل في عمليات تفكيرهم بالرغم من عدم حدوث ذلك عند البعض الأخر. ولحظ جون ديوي Dewey أن معظم الأطفال تنمو لديهم القدرة على 2000:109) تفكيرهم،أفكاره وترتيبها وربطها، وركز على الحاجة للنشاط الذهني في التعليم، والمراقبة والتقويم الناقد والبحث عن العلاقات والروابط، بمعنى أن يكون التعلم للتفكير،,1987:66-79Brown Ann(معنى، وقد ذكر ( ann Brown, 1987) أن مصطلح ما وراء المعرفة قد مر بأربع مراحل منفصلة تمثلت بالآتي:أ - الكلام اللفظي كعمليات معرفية.ج- تنظيم الذات،التطوري لبياجيه.د- تنظيم آخر من مدرسة فيكوتسكي.مفهوم ما وراء المعرفة ومكوناته، وذلك من خلال دراسته العمليات الفكرية للأطفال،التكيف النشوئي للفكرة مع المحيط، بمعنى أن الطفل ينقل العمليات الفكرية الموجودةإلى المؤثرات البيئية للوصول إلى حالة التوازن والاستقرار المعرفي مع البيئة المؤثرة الجديدة.كما أنه ميز بين ثلاثة أنواع من تنظيم الذات والمتمثلةبـ:ويعدل من أفعاله وسلوكه.-2 التنظيم الذاتي الفعال: ويقصد به أن يترك المتعلم في اختيارالفرضيات التي يضعها.-3 التنظيم الذاتي الواعي: وفيه يضع المتعلم الصياغة العقلية للنظريات القابلة للاختبارمن خلال تقديم الأمثلة المعاكسة والأدلة التصورية.كما وصف "بياجيه" فكرة التجريد بالأفكار الداخلية أي بمعنى القوة على التأمل المبني على المعرفة المتاحة، إذ أن التأمل الداخلي يتطلب التقويم والاختبار الفرضي والقوة:122 Barry(كما كان لأفكار "فيجوتسكي "دور بارز في توضيح مفهوم ما وراء المعرفة وان كل العمليات النفسية أصولها اجتماعية، فالمشاركة بين الأشخاص هي أفعال خارجية لها وظائف نفسية في ذات الفرد وهذه الطبيعة الداخلية تظهر عندما يفكر الطفل بصوت عالمن خلال إفساح المجال له للكلام الاجتماعي، وهذا يقابل الكلام المتمركز حول الذات عند "بياجيه"،2000:620 وهو أول من وضع مصطلح ما وراء المعرفة، إذ كتب في عام 1976 واصفًا هذا المفهومأن ما يتم انجازه ً فعلا في العمرمن (-7 12) سنة هوالمعرفة المنظمة للأشياء الملموسة والأحداث، فالمراهق يؤدي هذه العمليات زيادة على أشياء أخرى، فهو يأخذ نتاجات هذه العمليات الملموسة ويجعلها تتناسب بعضها معبعضمعتم ًدا على ما يملكه من تفكير ناقد،206 ,1976:Flavell (وتطور الاهتمام به في الثمانينات لارتباطه بنظرياتالذكاء والتعلم واستراتيجيات حل المشكلة واتخاذ القرار، وذلك من خلال العديد من الدراسات التي أجريت على مختلف الأفراد، وكان ينظر إليه على أنه التشغيل الداخلي أو إدراك الإدراك، وتتكون المعرفة عن الإدراك لدى "فلافل" من: متغيرات شخصية كالاعتقادات أو مقدار المعلومات والأفكار المكتسبة أو الاختلافات الداخلية بين الأفراد؛متغيرات المهمة وهي تتصل بمطالب المهمة والعمل على تحقيق أهدافها ؛1992Schoenfeld(يشير مصطلح ما وراء المعرفة إلى التفكير من المستوى العلوي والذي يتضمن التحكم النشط بالعمليات المعرفية التي تدخل في التعلم؛ ومراقبة الإدراك، وتقييم التقدم باتجاه تحقيق المهمة هي عمليات فوق معرفية بطبيعتها .ولأن التفكير فوق المعرفي يلعب دورا حيويا في التعلم الناجح فإن منالمهم دراسة النشاط فوق المعرفي وتطوره من أجل تحديد كيفية تدريب التلاميذ على توظيف مصادرهم المعرفية بشكل أفضل وذلك من خلال التحكم فوق المعرفي. غير أن وضع تعريف محددللتفكير فوق المعرفي ليس أمرا بهذه البساطة؛ فبالرغم من أن المصطلح قد دخل قاموس علم النفس التربوي خلال العقدين الماضيين وأنه كان موجودا قبل ذلك من خلال قدرة البشر على التعبير عن تجاربهم المعرفية فما زال هناك كثير من الجدل حول ماهيةالتفكير فوق المعرفي . التحكم الذاتي)،بكثرة في الأدبيات . (, وأبعاده من جهة، ومن استقلاله النسبي عن المفاهيم الأخرى التي تتداخل معهمن جهةأخرى.1933 إلا أن الرؤيا الواضحة 200712(.21 ,Flavell(.ومفهومما وراء المعرفة (cognition Meta (يعني" قدرة الفرد على التفكير في الشيء الذي يتعلمه وتحكمه في هذا التعلم، ولكن قبل أن يكون المتعلم قادرًا على التحكم فيتعلمه، وبكيفية تعلمه على النحو الأمثل، وإلى أي مدى تم تعلمه،" (عبد السلام، :2006 105).وهو القدرة على معرفة" ما نعرفه وما لا نعرفه في المهمة التي نحن فيها ومركز تلك المهمة قشرة المخ،" (سعيد،وهو أيضًا " وعي الفرد بقدرته العقلية وتحكمه في عقله والانتباه لعمليات تفكيره قبل عمل معين وخلاله وبعده" (التميمي:2010،أي أنه "التفكير حول التفكير أو معرفة المعرفة،رياش، :2006 35).لذلك لابد من "متابعة الذات وتنظيمها، ويشير التعريف أيضًا إلى المعرفة عن المعرفة وإلى التفكير بصوت عاِلي، أو الحديث مع الذات، بهدف متابعة حل المشكلة ومراجعتها، لأداء الفرد في حل المشكلة،تنفيذية مهمتها توجيه مهارات التفكير المختلفة العاملة في حل المشكلة وإدارتها،.عبد السلام، :2006 105). أو إلى مهارات تنفيذية مهمتها توجيه وإدارة مهارات التفكير المختلفة فيحل المشكلة" (عبد العزيز،وتجدر الإشارة إلى أن " شوينفلد (Schoenfeld (يرى أن تنمية التفكير ما فوق المعرفي يتطلب تنمية التحكم في الذات والاتصال بالذات، وذلك أن الشخص الذيينشغل بعمل ذهني معين يقوم بعدة أدوار في أثناء قيامه بهذا العمل، (عبيد2009:217،.المعرفة تتضمن المهارات التي تساعد الفرد على تنظيم العمليات المعرفية الأساسية" (ياسر، 2007:22).ويشير مفهومما وراء المعرفة إلى "التقويم المعرفي ومراقبة الأفراد لأنشطتهم المعرفية، ويقيمون كفايتهم في حلالمشكلات، ويصوبون تقييماتهم بطريقة توصل إلى الحل، ويختارون الإستراتيجيات لتحقيق تلك الحلول، thinking Regulative)" أبو رياشوغسان، 2008:378)وكلما كان المتعلم "على وعي بعمليات تفكيره، وأساليب تعلمه والخصائص المميزة لبنائه المعرفي، كان أكثر ضبطًا وتح ًكما وقدرًة على اشتقاق الإستراتيجية المحققة لأهدافه، حيث يشجع الوعي بالذات على تنظيم وضبط جهد وقدرات الذات" (أبو رياش،2006:37) يمكن أن تتعلق هذه الأفكار بما يعرفه الفرد (المعرفة فوق المعرفية (أو ما يفعله في الوقت الحاضر (المهارة فوق المعرفية (أو الحالة المعرفية للفرد (التجربة فوق المعرفية. وهذا يتضمنما يعرفه الفرد عن التمثيلات الداخلية، وكيفية عملها، وشعوره تجاهها .لذلك فإن التفكير فوق المعرفي يعرف ببساطة على أنه" التفكير في التفكير "أو" إدراك الإدراك ." وباستخدام كلمات فلافل فإنه " المعرفة والإدراك للظاهرة المعرفية." وينظر" فلافل وويلمان" Wellman & Flavell إلى مهارات التفكير فوق المعرفي ووعي الشخص بسلوكه المعرفي خلال المهمة التعليمية يشمل الوعي بالهدف منها، والوعي بما يعرفه عنها، والوعي بما هو في حاجـة والوعي بالاستراتيجيات التي تيسر التعلم، ولقد ُأستخدم مصطلح metacognition في اللغة العربية بعدة مترادفات منها: ما فوق المعرفي ؛ وما وراء المعرفـة ؛ والميتامعرفة ؛ وما وراء الإدراك ؛ والتفكير في التفكير ؛وقد تعددت تعريفات ما وراء المعرفة metacognition على وجه العموم بغض النظر عن طبيعة العمليات المعرفية المرتبطة بها. وقد يرجع ذلك إلى أنه لا يزال هناك عدم اتفاقحول وضوح هذا البناء وطبيعة الحواجز بين العمليات المعرفية وما وراء المعرفية.منها:بعد المعرفة إلى المراقبة النشطة والتنظيم اللاحق وتناغم هذه العمليات في علاقتها· براون (1978 Brown (بأنها معرفة الإدراك الخاص بأحد (الفرد بنفسه) أكثر منالمعرفة نفسها (1978 ,Brown(· كليو (1982Kluwe (بأنها تنظيم الفرد لعمليات تفكيره الخاص لغرض التواصل معمتطلبات المواقف المتغيرة· سكار وزاتدن (1984 Zanden and Scarr (بأنها وعي الفرد لإحساساته الداخليةوتخيلاته وأفكاره ومشاعره والعالم من حولهلأداء الفرد في حل المشكلة؛ مهارات تنفيذية مهمتها توجيه وإدارة مهمات التفكير· كوستا((1986 Costa بأنها أعلى مستوى من التفكير العادي وأكثر منه تعقيدا· قطامي: 1989بأنها وعي الفرد وتفكيره ومعرفته المرتبطة بنشاطاته المعرفية،1992Perkins (أن ما وراء المعرفة تركز علي اهتمام المتعلم بمعرفته كيف يفكرويتعلم لأن ما وراء المعرفة هي المعرفة بكيفية عمل العمليات المعرفية والوعيP.102) .بالفهم· براون وآخرون ( 1994 al et ,Brown(بأنها المعرفة والضبط لدى الفرد على تفكيرهالخاص به وفعاليات التعلم.· هالاهان وكوفمان (1994 ,Kauffman and Hallahan (بأنها وعي المتعلم بأنماطمحاولات التعلم التي يقوم بها لتحقيق أهدافه من عملية التعلم.· لندستروم (1995 ,الخاصة بهم في التفكير وقدرتهم على توجيه هذه العمليات وتنظيمها .· دروزه (1995) بأنها عملية إدراك العقل أو إدراك الإدراك أو التفكير بالتفكير أو· ردو كيسلر (1995 Giessler and Reed (بأنها القابلية على فهم ماهية الحاجات التي· بورتيش (1996 ,Borich (إنها معرفة الأفراد بالعمليات والاستراتيجيات الخاصة وهي العمليات العقليةالتي يستخدمها المتعلم لفهم واستدعاء محتوى التعلم . وهي القدرة علي التخطيط والوعي بالخطوات والاستراتيجياتالتي يتخذها لحل المشكلات والقدرة علي تقييم كفاءة تفكيره (صفاء الأعسر، 2000:10)· عبيد،· جروان2005 : مهارات عقلية معقدة تعد من أهم مكونات السلوك الذكي فيمعالجة المعلومات، وتنمو مع تقدم العمر والخبرة، وتقوم بمهمة السيطرة على جميعنشاطات التفكير العاملة الموجهة لحل المشكلة، واستخدام القدرات أو المواردالمعرفية للفرد بفاعلية في مواجهة متطلبات مهمة التفكير الشربيني والطنطاوي2006: بأنها مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها المتعلم بهدفتحقيق متطلبات تعلم ما وراء المعرفة وهي معرفة طبيعة التعلم وعملياته وأغراضهالذاتي في عملية التعلم وتوجيهها وبذلك يتحمل المتعلم مسؤولية تعليم ذاته منخلال استخدام معارفه ومعتقداته وعمليات التفكير في تحويل المفاهيم والحقائق إلىمعان يمكن استخدامها في حل ما يواجه من مشكلات .وقدرتهم على استخدام استراتيجيات تعلم معينة على نحو مناسب، أو تعني قدرة الفرد وتعنيإمساك المتعلم بزمام تفكيره والتأمل فيه بروية والتوقف من حين إلى آخر في أثناء تنفيذه وما إذاكان سيغير هذه الطريقة" (أبو رياش، 2006:38). وقدرته على تخطيط إستراتيجيةمن أجل إنتاج المعلومات اللازمة،تطوير خطة العمل والمحافظة عليها لفترة من الزمن ثم التأمل فيها وتقييمها عند اكتمالها.أبو رياش وغسان2008،وقدرته على تقييم عمليات التفكير الخاصة به وتنظيمهاذاتيًا. (سعيد، :2008 71).فالفرد عندما يواجه مشكلة تحتاج إلى حل لا يمكن أن يتوصل إلى الحل ما لم يدخلفي عملية الحل ويفكر قبل التنفيذ " بكيفية الوصول إلى الحل ثم التفكير فيما إذا كان حلهصحيحًا أم لا، وبغير هذا الأسلوب لا ضمانة لنجاحه في الوصول إلى حل صحيح، وكل هذا يقتضيمهارات وعمليات عقلية يطلق عليهامهارات ما وراءالمعرفة.وأن معرفة ما وراء المعرفة لدى الفرد هي مسألة تنفيذية تعني إدارة الذات ويقظتهووعيه لما يوظفه من مهارات لتوجيهها الوجهة الصحيحة فعملية التفكير شيء أما عمليةالتفكير في التفكير فشيء آخر إذ تتمثل باختيار المهارات وتحديد متى يكون من الضروريوالموقف الحالي والسيطرة على عمليات التفكير ومراقبتها والتحكم بها وضبطها ".كما أن من أهم خصائص ما وراء المعرفة هي أنها تتضمن وعيا متناميا بعمليات التفكيرذاتها وإجراءاتها النوعية وأكثر من ذلك وعي المتعلم بنفسه كمفكر وممارس للعملياتوتطبيقها من خلال العرض السابق نلاحظ مدي أهمية امتلاك المتعلم لمهارات ما وراء حيث أنها تعتبر حجرالأساس في تنمية القدرات العقليةوبناء على ما تقدميمكن عد تفكير ما وراءالمعرفة:"عمليات تحكم عليا وظيفتها التخطيط والمراقبة والتقويم لأداء الفرد في حلالمشكلة. باعتبارها أعلى مستويات النشاط العقلي الذي يبقي على وعي الفرد لذاتهوقدرة الفرد على التفكير في مجريات التفكير أوحوله. من خلال التفكير بصوت عال أو الحديث مع الذات، بهدف متابعة ومراجعةنشاطات حول المشكلة.ورغم تباين تعريفات التفكير ما وراء المعرفة فإن معظمها يشترك في إبراز أهميةالدور الذي تلعبه المهارات فوق المعرفية في فعل التفكير كعملية أو في حل المشكلات)الطيطي2003،جديدة لتفكيرنا والإبقاء عليها في الذهن والعودة إليها ثانية لإعادة النظر فيها وتنقيحهاومن ثم نقوم بتنفيذ هذه الخطة حسب ما هو مرسوم ومراجعة تفكيرنا والتحكم فيه فيأثناء الحل وأخيرا نقيم خطة الأداء أو نحدد فاعليته وما صادفنا من عقبات أو أخطاء.وخلاصة القول أن التفكير ما وراء المعرفي يمثل قدراتنا على صياغة خطة عملومراجعتها ومراقبة تقدمنا نحو تنفيذ هذه الخطة وتحديد أخطاء العمل والقيام علىمعالجتها والتأمل في تفكيرنا قبل إنجاز العمل وفي أثنائه وبعده ومن ثم تقييم تفكيرنا منأوله لآخره كما يمكن القول بان التفكير ما وراء المعرفي يؤدي إلى إدارة عملية التفكيربشكل جيد.إن المعرفة وما وراء المعرفة عمليتان ذات ارتباط وثيق بعضهما ببعض فالنشاط