يُشكّل الشعر الحديث، بكونه قطيعة مع الشعر الكلاسيكي في الشكل والمضمون، ظاهرة أدبية معقدة تتطلب دراسة منهجية دقيقة. فهو تجاوز القيود الوزنية والقافية، معتمدًا لغة رمزية وإيحائية حرة. ولفهم هذه الظاهرة، لا بد من مناهج تحليلية متنوعة تراعي أبعادها المتشعبة، ككونه نتاج تفاعل عوامل تاريخية، اجتماعية، نفسية، وثقافية، بالإضافة للانزياحات اللغوية والأسلوبية. لذا، تحتاج دراسته لتكامل مناهج، منها التاريخي لفهم سياقه، والبنيوي لتحليل بنيته، والسيميائي لفك رموزه، إضافة للمناهج الاجتماعية والنفسية، والمقارن لفهم تأثره بالتيارات العالمية. بهذا، تُبرز هذه المقدمة أهمية المنهجية المتعددة الأبعاد لفهم الشعر الحديث كعلامة فارقة في تاريخ الأدب العربي.