بعدمـا اسـترد الملـك عبدالعزيـز الريـاض، وفـد عليـه والـده الإمـام عبدالرحمـن مـن الكويـت بمعيـة الأسـرة السـعودية، وعندمـا وصـل الإمـام عبدالرحمـن للريـاض تنـازل عــن الحكــم لابنــه عبدالعزيــز، كانـت تـدور تلـك الأحـداث وعبدالعزيـز بـن رشـيد يمنـي نفسـه بالهجـوم علـى الريـاض، فاتجـه بالفعـل نحـو الريـاض بعدمـا خـدع بخطـة محكمـة حاكهـا الملـك عبدالعزيـز لـه فـي جنـوب الريـاض، واتجـه إلـى المنطقـة الجنوبيـة مـن الريـاض، وانتهـت الموقعـة بانسـحاب ابـن رشـيد مـن المنطقـة إلـى الحفـر. وقللـت هـذه الموقعـة مـن هيبـة ابـن رشـيد فـي المنطقـة، ورفعـت مكانـة الملـك عبدالعزيـز، وهــذا مــا ســاعد الملــك عبدالعزيــز علــى التوســع فــي المناطــق الشــمالية مــن الريــاض. وتمكـن مـن ضـم منطقـة سـدير بأكملها. حدثـت مناوشـات بـن الملـك عبدالعزيـز وأتباعـه مـع سـرية لابـن رشـيد يقودهـا حسـن بـن جـراد، انتهـت بقتـل قائـد سـرية ابـن رشـيد، وخـال هـذه الفتـرة وفـد إلـى الملـك عبدالعزيـز آل مهنـا أمـراء بريـدة وآل سـليم أمـراء عنيـزة مـن الكويـت مبايعـن. وكان ضـم عنيـزة سـنة 1322هــ/1904م. بعـد ذلـك توجـه الملـك عبدالعزيـز نحـو بريـدة واسـتردها بعدمـا حاصـر حاميـة ابن رشـيد فيهـا، التـي كان يقودهـا عبدالرحمـن بـن ضبعـان، واضطـرت الحاميـة إلـى التسـليم فـي الســنة نفســها التــي ضمــت فيهــا عنيــزة أي ســنة 1322هــ/1904م حيــث ســهل فـي هـذه الأثنـاء كان ابـن رشـيد يحـس بالخطـر فطلـب مـن الدولـة العثمانيـة إمـداده ضـد الملـك عبدالعزيـز، ولايـات العـراق والمدينـة المنـورة. والتقـى مـع قـوات ابـن رشـيد مـرة أخـرى فـي موقعـة الشـنانة فـي السـنة نفسـها 1322هــ/1904م، موقعـة البكيريـة وهـي خطـة لـم يطبقهـا الجيـش كمـا طلـب منـه فـي الموقعـة التـي حدثـت فيهـا الهزيمـة، وكانـت الغنائـم مـن الأمـوال والعتـاد العسـكري كبيـرة فـي هـذه الموقعـة. بعدمـا انتصـر الملـك عبدالعزيـز فـي موقعـة الشـنانة تغيـر الموقـف العثمانـي مـن الدعـم لابـن رشـيد إلـى مفاوضـة الملـك عبدالعزيـز، ومـا يقـع شـمال القصيـم، لكـن هـذا الحـل لـم يكـن مرضيـاً للملـك عبدالعزيـز لأن القصيـم كانـت تمثـل جـزءاً مـن فـي هـذه الأثنـاء كان الملـك عبدالعزيـز قـد اتجـه ناحيـة قطـر لنجـدة حاكمهـا قاسـم آل ثانـي لقيـام ثـورة داخليـة عليـه، الوقـت الـذي عـاد فيـه الملـك عبدالعزيـز إلـى نجـد بعـد مهمتـه التـي أنجزهـا فـي قطـر. سـمع الملـك عبدالعزيـز بمعسـكر ابـن رشـيد، وتراجع مابقي مـن جيشـه إلـى حائـل. أمـا القـوات العثمانيـة فقـد ارتحلـت عـن المنطقـة، فقـد ثـار عليـه ابـن عمـه سـلطان بـن حمـود بـن عبيـد بـن رشـيد وقتلـه وتولـى المشـكلات الـتي واجهـت الملـك عبدالعزيـز في هـذه الفتـرة 1325هــ/1907م- 1329هـ/1911م: واســتطاع بتوفيــق اللـه - عـز وجـل - التغلـب عليهـا، كذلــك قامــت الحــرب بينــه وبــن ســلطان بــن رشــيد فــي عــدة معــارك أهمهــا الطرفيــة سـنة 1325هــ/1907م، وقـد ضعـف بعدهـا مركـز ابـن رشـيد، وقامـت ضـده ثـورة تزعمهـا أخـوه سـعود بـن حمـود بـن رشـيد، الـذي قتـل أخـاه وتولـى السـلطة، ومـن ثـم طلـب أبـا الخيـل الأمـان واستسـلم ورحـل مـع أسـرته إلـى العـراق سـنة 1326هــ/1908م. فعـادوا إلـى الطاعـة مـن جديـد. أمـا مسـألة أخيـه الأميـر سـعد بـن عبدالرحمـن، فقـد تم حلهـا سـلمياً عندمـا وافـق الملـك عبدالعزيــز علــى طلــب الحســن بــن علــي، وهــو الإعــان باعتــراف الملــك عبدالعزيــز بسـيادة الدولـة العثمانيـة اسـمياً، وقـد أطلـق سـراح الأميـر سـعد سـنة 1328هــ/1910م، كان ضـم الأحسـاء سـنة 1331هــ، وكانـت تابعـة للدولتـن السـعوديتن الأولـى والثانيـة فـي السـابق، وكان الملـك عبدالعزيـز يـرى أن ضـم الأحسـاء هـام بالنسـبة لـه ليصـل بدولتـه إلى البحـر، لأن ذلـك يعطـي الدولـة أهميـة اقتصاديـة بالغـة، خصوصـاً وأن الأحسـاء منطقـة زراعيــة، إضافـة إلـى كـره الأهالـي للحكـم العثمانـي، ومراسـلتهم للملـك عبدالعزيـز أمـا فـي عـودة الحكـم السـعودي. فخرج مـن الرياض بسـرية تامـة متجهـاً نحوهـا، لكـي لا ينضمـوا إلـى العثمانيـن الأتـراك، موجوديـن قـرب الأماكـن الهامـة فـي الأحسـاء. أعلنـوا عـن دخـول البـاد فـي حكـم الملـك عبدالعزيز، الجيـش العثمانـي التركـي إلـى العـراق عـن طريـق البحـر. لـم يـدم الصلـح بـن الملـك عبدالعزيـز وآل رشـيد، والـذي كان مدعومـاً مـن أخوالـه السـبهان، وعـادت المواجهـة بـن الملـك عبدالعزيـز وآل رشـيد مـن جديـد. وكانـت كفـة الملـك عبدالعزيـز هـي الأرجـح، لكــن القاتــل قتــل فــي اليــوم نفســه، واســتمر الحصــار حوالـي الشـهرين إلـى أن استسـلمت وانضمـت إلـى حكـم الملـك عبدالعزيـز وكان ذلـك فـي وقـد انتزعهـا مـن الدولـة السـعودية والـي مصـر محمـد علـي باشـا، والدولـة السـعودية الثانيـة لـم تتعـرض للحجــاز للظــروف السياســية التــي لــم تكــن مواتيــة لهــا فــي ذلــك الوقــت لوجــود خطــر الغـزو المصـري مـن قبـل محمـد علـي باشـا. وكان الأشـراف يحكمـون الحجـاز باسـم الدولـة العثمانيـة، ومنهـم الحسـن بـن علـي الـذي عاصـره الملـك عبدالعزيـز، وكان الحسـن بـن علـي ذا تطلـع لمـد نفـوذه في الجزيـرة العربية باسـم الدولـة العثمانيـة، وكمـا سـبق فـإن حادثـة أسـر الأميـر سـعد بـن عبدالرحمـن أخـي الملـك عبدالعزيـز كانـت أول التقـاء فـي الأحـداث بـن الطرفـن. وتحديــداً فــي الفتــرة التــي بــدأت فيهــا ترجــح كفــة الحلفـاء قويـت شـوكة الحسـن بـن علـي وذلـك عندمـا أعلـن الثـورة العربيـة الكبـرى ضـد الدولــة العثمانيــة ســنة 1334هــ/1916م. بعـد ذلـك بـدأ الخـاف بـن الملـك عبدالعزيـز والشـريف حسـن بـن علـي، بعدمـا اسـتولى الشـريف علـى الحاميـة التركيـة فـي المدينـة المنـورة، كمــا أن ســكان بعــض المناطــق فــي الحجــاز كانــوا يميلــون للملــك عبدالعزيــز انطاقــاً مــن ولائهــم لانتشــار الدعــوة الســلفية فــي المناطــق الواقعــة علــى الحـدود بـن تربـة والخرمـة، وكان أميـر تلـك الجهـات مـن قبـل الشـريف، وقـد حـدث بالفعـل مـا كان يتوقعـه خالـد بـن لـؤي حيـث إن عبداللـه بـن الحسـن هاجـم تربــة وفتــك بأهلهــا، ولــم ينــج مــن الهزيمــة ســوى عبداللــه بــن الحســن وقليــل مــن أتباعــه، ولــم يســتفد الشــريف مــن التدخــل البريطانــي شــيئاً بســبب حــرص الملــك عبدالعزيــز علـى حمايـة الأماكـن المقدسـة، ممـا دعـا الملـك عبدالعزيـز إلـى عقـد مؤتمـر بالريـاض، وكان المؤتمـر برئاسـة الإمـام عبدالرحمـن بـن فيصـل، فشـ َّكل الملـك عبدالعزيـز جيشـاً قوامـه خمسـة عشـر لـوا ًء بقيـادة خالـد بـن لــؤي وســلطان بــن بجــاد، وكان اللقـاء بـن جيـش الملـك عبدالعزيـز وجيـش الشـريف حسـن فـي الحويـة، ومـن ثـم تنـازل الشـريف حسـن عـن الملـك لابنـه علـي، الأمــر الــذي اضطـر علـي بـن الحسـن إلـى الانسـحاب مـن مكـة إلـى جـدة، ودخـل الجيـش السـعودي مكـة دون قتـال فـي 17 ربيـع الأول مـن سـنة 1343هــ/1924م، أمـا المدينـة المنـورة فقـد سـلمت الحاميـة العسـكرية للأميـر محمـد بـن عبدالعزيـز سـنة 1344هـ/1925م. وتمكـن مـن إخـراج الأتـراك منهـا، وأصبحـت عسـير متصرفيـة عثمانيـة. وبعـد هزيمـة الدولـة العثمانيـة التـي كانـت بجانـب دول المحـور فـي الحـرب العالميـة الأولـى، قـل اهتمـام الدولـة العثمانيـة وقلـت سـيطرتها علـى بعـض المناطــق فــي الجزيــرة العربيــة، لكنــه كان يميـل إلـى سياسـة الشـدة والتعسـف مـع بعـض القبائـل فـي تلـك الجهـات، فـي حـن كانـت حـدود الدولـة السـعودية الحديثـة قريبـة مـن إمـارة آل عائـض، فلجـأ زعمـاء القبائـل التـي عانـت مـن حسـن ابـن علـي إلـى الملـك عبدالعزيـز لتخليصهـم مـن ظلمـه، ورفـض النصـح ممـا أثـار الملـك عبدالعزيـز، فجهـز جيشـاً بقيـادة الأميـر عبدالعزيـز بـن مسـاعد بـن جلـوي، استسـلم فيهـا حسـن آل عائـض، وتمكـن عبدالعزيـز بـن مسـاعد مـن دخـول أبهـا قاعـدة عسـير، حتـى أكمـل السـيطرة عليهـا بالوصـول إلـى حـدود المخـاف الســليماني ســنة 1338هــ/1920م، وقــد عامــل الملــك عبدالعزيــز حســن بــن علــي آل عائـض معاملـة حسـنة بعـد أسـره، حتـى إنـه عـرض عليـه العـودة إلـى الإمـارة بشـرط أن يكـون تحـت السـلطة السـعودية، لكنـه اعتـذر عـن ذلـك وبقـي فـي المنطقـة هـو وأسـرته وخصـص لهـم رواتـب سـخية. لـم يسـتمر وجـود حسـن بـن علـي طويـ ًا فـي المنطقـة دون أن يثيـر مشـكات، حينمـا كان الملـك عبدالعزيـز محاصـراً لحائـل، وكانـت حركتـه هـذه مدعومـة مـن الشـريف حسـن بـن علـي. وبعـد ضـم حائـل أرسـل الملـك عبدالعزيـز جيشـاً بقيـادة ابنـه الأميـر فيصـل الـذي توجـه إلـى أبهـا سـنة 1340هــ/1922م، جـازان هـي المخـاف السـليماني، وتولـى الإمـارة بعـده ابنـه علـي، ممــا دعــا أهــل البــاد إلــى خلعــه وتنصيـب عمـه الحسـن بـن علـي الإدريسـي، الـذي جـدد المعاهـدة مـع الملـك عبدالعزيـز سـنة 1345هــ/1926م، ولكـن الحسـن لـم يتمكـن مـن إدارة الشـؤون الداخليـة بصـورة حازمـة ممـا دعـاه أن يتنـازل عـن الحكـم للملـك عبدالعزيـز سـنة 1349هـ/1930م، وكانـت آخـر المناطـق مـن الجزيـرة العربيـة انضمامـا وبعـد فتـرة لـم تكـن طويلـة صـدر مرسـوم ملكـي بتوحيـد مناطـق تلـك المملكـة تحـت اسـم