فمنذ البداية يوضح مدي فقر الشخصية حيث أنه لا يوجد لديه تليفون ليتحدث فيه. فكانت الشخصية تتكلم في تليفون الدُكان، مرق من المنفذ ليعبر الشارع إلي ضفته الأخرى، وما كاد يجاوِز مُقدمة اللوري الأخير حتي شعر بسيارة فورد تندفع نحوهُ بسرعة فائقة. ندّت عن الرجل صرخة كالعواء وفي ذات الوقت انطلقت صرخات الفزع من المارة الواقفين علي التوار، وهرع نحو الضحية وكان منكفئا علي وجهه ولا يجرؤ أحد علي لمسه، وبسرعة وبدون أن ينظر إلي يساره كما يجب"، وإذا لم يجد وجها مستجيبا عاد ليقول بلهجة خطابية: "لم يكن بإمكاني تفادي الصدمة". "لكنه طار في الهواء والعياذ بالله". نفذ منها وهو يصيح في الناس أن يبتعدوا، وجاءت سيارة الإسعاف وأحاط رجالها بالرجل، وتفحصه رئيسهم بعناية وحذر وهو يجلس القرفصاء. روشتة للدكتور فوزي سليمان"، وألقي نظرة عابرة علي أسماء الأدوية، إذ أن تعليمات شبيهة صدرت إليه من طبيبه في نفس الشأن، و لم يجد شيئا اخر في الحافظة فقال بضيق:"لا توجد بطاقة تحقيق شخصية "وانتقل إلي الجيب الداخلي وكان اخر ما عثر عليه صفحة مطوية من كراسه وبسطها فوجدها رسالة، فأمِل أن يصادف فيها ما يستطيع أن يستدل به على شخصية الرجل. طوي الضابط الرسالة وهو يقول إنه موظف كما يفهم من خطابه ولكن ليس به ما يمكن الإستدلال على هوية الشخصية، فقال الطبيب "ستتخذ الإجراءات المألوفة،