وكل هذا الحسد ولاكن جاره الطيب غافلا عن أفعال جاره الحسود عديم القناعة ، وكلما زاد الشرير الحسد لجاره وأكثر في أذاه تحسنة حالته وزاده الله من نعمه . وفي أحد الأيام علم الجار الطيب أن جاره يحسده ، فأسى لذلك أسا شديدا وقال لنفسه لم أكن أعلم بسوء جاري الى هذا الحد، وفي أحدى الأيام علم الجار الحسود الشرير بما أصبح عليه حال ووضع المحسود ، وصل الحاسد الشرير الى منزل جاره المحسود في قريته التي سكن فيها، وبعد أن أكل الحاسد وشرب وأستراح من السفر ، قال لجاره المحسود لك عندي خبر سار وهو سبب قدومي إليك . فقم بنا نختلي بعيدا حتا لايسمعنا أو يرانا أحدا منهم. فقام المحسود واختلى بجاره الحاسد بعيدا ، فغادر المكان وقد قلة نيران حقده وحسده على جاره ، وكل ما على هذا الرجل الطيب هو أن يأخد خمسة شعرات سود من ذيل القط ويبخر بها أبنة الملك . فسمع الجار المحسود الطيب كل ما دار من حديث بين الجنين عن علاج أبنة الملك . فذهب إلى بيته وأمسك بالقطع وأخذ من ذيله الشعرات وحفضها في جيبه وبعد قليل قدم الملك إليه برفقة وزرائه. فرحب الجار المحسود بالملك ومن معه ، ففرح الملك وارسل أحد لاحضار أبنته ، فقال أحد الوزراء للملك أن أفضل مكافأة ياسيدي هو أن تزوجها من هذا الرجل الطيب لأنه علاجها فلا يستحقها أحدا غيره. فقال الملك للوزير :-حقا كلامك صحيح فمن عالجها أحق بها . فتجوز الجار المحسود أبنة الملك ، وبعد فترة توفى الملك فعين الوزراء الرجل الطيب زوج أبنة الملك ملكا. فلما أحضرو الجار الحسود وأوقفوه أمام الحسود الذي صار ملكا ، فأمر الجار المحسود الذي صار ملكا خدمه بصرف الأموال على جاره الحاسد وأن يدعوه يرحل.