لقد أصبحت مناهج البحث العلمي النظرية منها و التطبيقية، بمثابة المداخل الأساسية التي يتعين على الباحث أو المختص اعتمادها في عملية جمع المعلومات والبيانات النظرية والميدانية، وتحليلها ونقدها بهدف تنظيرها أو تقنينها إن أمكن، وهذا وفق المتطلبات المنهجية أو "الإيديولوجية" أو هما معا في الواقع، فرضت مناهج البحث العلمي نفسها على خريطة البحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية رغم المشاكل الابستيمولوجية العديدة المصاحبة أو الناجمة عنها، على مستوى العلاقات الجدلية ما بين النظرية والتطبيق أو على مستوى أخلاقيات البحث العلمي في عملية توظيف هذه المناهج في دراسة الظواهر أو المشكلات الاجتماعية. أن مناهج البحوث العلمية قد تطورت وتنوعت بدرجات متفاوتة كما وكيفا، لكن جميعها استنبطت أو استقرأت بهدف تنمية المعرفة الاجتماعية المتخصصة، أو تطبيق هذه المعرفة العلمية في حل أو التخفيف من حدة مشكلات مادية أو معنوية، تتحدى أفرادا أو جماعات اجتماعية أو دول على أكثر من صعيد، لقد شهدت العقود الأربعة الماضية - على سبيل المثال لا الحصر نقاشات وجدالات منهجية و إيديولوجية أكثر أو أقل اتساعا حول أهمية بحوث الإعلام والاتصال الجماهيري محليا ودوليا،