سنذكر هنا مثالًا واحدًا للمحاولات التي يقوم بها طفل رضيع للتعامل يدويًّا مع البيئة ليكون نقطة انطلاق جيدة لمناقشة سلوكيات محدَّدة لازمة لكي يسير التطور المعرفي قُدمًا لدى الطفل الرضيع. يرى طفلٌ رضيعٌ شيئًا ما في محيطه البصري. يحاول أن يجذب هذا الشيءَ نحوه. ينجح الطفل في جرِّ هذا الشيءِ نحوه. والشيء الذي جَذَبَه الطفل بالقرب منه يمكن أن يراه الآن بشكل أوضح ويحرِّكه بيده. يتمكَّن الطفل من التقاط شيءٍ ما جَذَبَه بالقرب منه. يتيح ذلك فرصةً للطفل للتعامل بيده مع الشيء الذي يحمله بصورة أكثر من ذي قبل. ويمكن للطفل أن يُلقي هذا الشيءَ من يده، وبينما يحدث هذا التقدم على مدار الشهور التسعة الأولى من حياة الطفل، خلال تعلُّم الطفل التحكمَ في شيءٍ ما، فإنه يلاحِظ القواعد الأوَّلية المرتبطة بهذا الشيء؛ فعندما يقوم الطفل بِرَجِّ الشخشيخة، يستمتع الطفل المذكور في المثال بالتعامل بيده مع اللعبة وربما يقوم بقذفها بعيدًا عن جسده، وبالرغم من أن علماء النفس لا يمكنهم تحديدُ إلى أي مدًى يمكن أن يشتمل التمثيل المعرفي لحدثٍ ما على معنًى ضمنيٍّ عند الطفل — مثل «لا أستطيع أحيانًا التقاط الشيء الذي قذفته» — فإن الطفل قد يشعر بالإحباط ويدعو مقدِّمَ الرعاية لمساعدته. ثمة العديد من الأسس الرائعة لمحاولات الإجادة هذه — التي يبدو أنها تحدث يوميًّا في حياة الأطفال — تحدث على نحو سابق لهذه التعاملات الأولى للطفل مع البيئة. كما أنها تعكس جوهر الطفل الآخذ في النمو.